وزير الثقافة يترأس اجتماع التأثيرات الاجتماعية للدراما: نحو دراما مسؤولة تواكب المتغيرات وتُعزز الهوية المصرية

May 8, 2025 - 04:57
وزير الثقافة يترأس اجتماع التأثيرات الاجتماعية للدراما: نحو دراما مسؤولة تواكب المتغيرات وتُعزز الهوية المصرية

كتب: مصطفى صلاح

في خطوة تعكس جدية الدولة المصرية في تطوير صناعة الدراما، ترأس الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، الاجتماع الثاني للجنة دراسة التأثيرات الاجتماعية للدراما والإعلام، المشكلة بقرار من الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء. ويأتي هذا الاجتماع تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية بضرورة الارتقاء بالمحتوى الدرامي بما يواكب تطلعات المجتمع ويحفظ الهوية الثقافية، في ظل المتغيرات الرقمية والاجتماعية المتسارعة.

تناول الاجتماع محوريْن أساسييْن هما: التأثيرات النفسية والاجتماعية للأعمال الدرامية، ومستقبل الدراما المصرية في عصر العولمة والمنصات الرقمية. وقد شهد اللقاء نقاشًا معمقًا بين المسؤولين والخبراء والفنانين حول التحديات التي تواجه الصناعة، وسبل تجاوزها من خلال رؤية إصلاحية متكاملة.

وأكد الدكتور أحمد فؤاد هنو أن المصارحة بالمشكلات هي الخطوة الأولى نحو الإصلاح، مشددًا على ضرورة إنتاج محتوى يعكس التنوع الثقافي المصري ويحترم القيم المجتمعية. ودعا إلى وضع أسس مهنية تضمن تقديم دراما ترتقي بالذوق العام وتعبر عن وجدان الشعب المصري.

من جانبه، شدد المهندس خالد عبد العزيز، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، على ضرورة إزالة المعوقات البيروقراطية وتوفير بيئة محفزة للإنتاج الجيد، مع إعطاء أولوية لدعم المواهب الشابة.

وأشار عماد ربيع، رئيس قطاع الإنتاج الدرامي بالشركة المتحدة، إلى التحديات المتشابكة التي تواجه الصناعة، خاصة ضعف بعض النصوص، ونقص الكوادر المؤهلة، وارتفاع التكاليف، مؤكدًا أن الشركة تولي اهتمامًا بإتاحة الفرصة للأجيال الجديدة.

ودعا المخرج خالد جلال إلى وضع آليات صارمة لضبط الإنتاج من السيناريو حتى التنفيذ، محذرًا من التسرع الذي يؤثر سلبًا على الجودة الفنية للعمل. وأكد الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، على أهمية إجراء بحوث علمية لرصد سلوكيات المشاهدة الحديثة الناتجة عن التحول الرقمي.

وفي مداخلته، حذر الفنان حسين فهمي من خطورة الصورة الذهنية التي ترسخها الدراما في أذهان الجمهور، مشددًا على دورها في تشكيل الوعي العام. كما تحدث الفنان أشرف عبد الباقي عن التحولات الكبرى في استقبال الجمهور للمحتوى، داعيًا إلى إنتاج أعمال جادة ومشوقة تراعي هذه التحولات دون التفريط في الرسالة.

السيناريست عبد الرحيم كمال دعا إلى تمكين الكُتاب الحقيقيين، مؤكدًا أن الكتابة فن وعلم يتطلب وعيًا وثقافة عميقة. وشاركت الكاتبة مريم نعوم برؤية تؤكد على أهمية الصدق في الفكرة، وضرورة التخطيط الجماعي المدروس لأي مشروع درامي، بمساعدة مستشارين متخصصين.

وأكد الناقد طارق الشناوي أن تأثيرات الدراما ليست جديدة، لكنها تحتاج إلى تنظيم معاصر يتناسب مع التحديات الحالية، مطالبًا بدراما تُثير الأسئلة وتحرض على التفكير.

أما الدكتورة سوزان القليني، فقد طالبت بوضع آليات واضحة لتقييم المحتوى ومتابعة تنفيذه، مع تنسيق مؤسسي بين الجهات الثقافية والأكاديمية. فيما شددت الدكتورة جيهان يسري على ضرورة التربية على الذوق الفني، واعتبار العمل الدرامي أداة لبناء التفكير النقدي. واختتمت سارة عزيز، الخبيرة النفسية، بالتأكيد على أهمية تحديد الجمهور المستهدف بدقة، وإجراء مسوح منتظمة لفهم تطلعات الأجيال الجديدة.

ويُعد هذا الاجتماع خطوة محورية في مسار تطوير المحتوى الدرامي المصري، بما يضمن استعادة ريادة مصر الثقافية والإعلامية.