حرائق كاليفورنيا |دمار بلا هوادة يحوّل الأحياء إلى رماد ويهدد المليارات
كتبت: أميرة الجارحي
ما زالت ألسنة النيران تحرق الغابات في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، حيث يكافح رجال الإطفاء بشتى الوسائل للسيطرة على واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ الولايات المتحدة. اندلعت الحرائق منذ أيام، مخلّفةً ما لا يقل عن 10 قتلى، ومحوّلة أكثر من 34 ألف فدان وما يقارب 10 آلاف منزل ومبنى إلى رماد.
تشير التقديرات الأولية إلى أن الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الكارثة قد تتجاوز 150 مليار دولار، مع خسائر لشركات التأمين وحدها قد تتخطى 20 مليار دولار، وسط تحذيرات من استمرار ارتفاع الأرقام مع تصاعد الأزمة.
تحدّ الرياح العاتية، التي تصل سرعتها إلى 160 كيلومتراً في الساعة، من جهود السيطرة على الحريق، ما أدى إلى توقف طائرات مكافحة الحرائق عن التحليق. وأكد خبراء أن الظروف المناخية، من جفاف غير موسمي وارتفاع الرياح، جعلت الدمار واسع النطاق أمراً لا مفر منه.
عمدة لوس أنجلوس، كارين باس، وعدت بإجراء تحقيق شامل لتقييم الإجراءات المتخذة ومعاقبة أي تقصير، بينما وصفت رئيسة جهاز مكافحة الحرائق، كريستين كراولي، الحدث بأنه "أحد أكثر الحرائق تدميراً في تاريخ المدينة".
الحرائق تواصل زحفها نحو أحياء راقية مثل باسيفيك باليسايدس وكالاباساس، ما اضطر السلطات لإجلاء أكثر من 180 ألف شخص، فيما غطى الدخان الكثيف سماء لوس أنجلوس بالكامل. وبينما تهدأ الرياح مؤقتاً، لا تزال الظروف خطيرة للغاية، وسط مخاوف من نشوب بؤر جديدة.
وتُعدّ هذه الحرائق اختباراً غير مسبوق للبنية التحتية في الولاية، حيث أكد خبراء الموارد المائية أن أنظمة المياه الحالية عاجزة عن التعامل مع كارثة بهذا الحجم، في وقت يبقى فيه سكان لوس أنجلوس في حالة ترقب، آملين في نهاية وشيكة لهذه المأساة.
