عملية عسكرية ناجحة: الجيش السوداني يطهر أم روابة من المليشيات الإرهابية
كتب: د مجدي كامل الهوارى
أعلن الجيش السوداني في بيان له عن تمكن قواته المسلحة من تطهير مدينة أم روابة من مليشيا "الدجال" الإرهابية، التي كانت قد سيطرت على المدينة في الأيام الأولى للنزاع. وقد أسفرت العملية العسكرية عن تكبيد المليشيا خسائر فادحة، وهو ما ظهر بوضوح من خلال مقاطع الفيديو التي بثها جنود الجيش السوداني أثناء انتشارهم داخل المدينة. في المقابل، خرج المواطنون في شوارع المدينة لاستقبال القوات التي وصلت إليها، مما يعكس الدعم الشعبي الكبير للجيش في محاربة هذه الجماعات الإرهابية.
تعد مدينة أم روابة ثاني أكبر مدن ولاية شمال كردفان بعد العاصمة الأبيض، وتقع على الطريق الاستراتيجي السريع الذي يربط شمال كردفان بالعاصمة الخرطوم. وقد كانت المدينة في وقت سابق مركزًا رئيسيًا لقيادة عمليات قوات الدعم السريع، التي سيطرت عليها منذ بداية النزاع. وعلى الرغم من أن المدينة تشكل نقطة استراتيجية هامة، فإن الجيش السوداني يسعى من خلال بسط سيطرته عليها إلى قطع الطريق على مليشيا الدعم السريع واستعادة الاستقرار في الولاية.
إن تطهير أم روابة يمثل خطوة هامة في جهود الجيش السوداني لإنهاء الحصار المفروض على مدينة الأبيض من قبل قوات الدعم السريع، ويسهم أيضًا في تقليص نفوذ هذه المليشيات الإرهابية في المنطقة. وقد بدأ الجيش السوداني في التقدم نحو مناطق جديدة داخل العاصمة الخرطوم في إطار استعادة المناطق التي تقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع، ويعتبر هذا التقدم جزءًا من عملية أوسع تهدف إلى استعادة الأمن في البلاد.
وفي الوقت الذي يشهد فيه الجيش السوداني تقدمًا في العديد من المناطق، يواجه تحديات كبيرة في الحفاظ على استقرار المدن التي يتم تحريرها. فمدينة أم روابة، رغم تحريرها، لا تزال بحاجة إلى استعادة الخدمات الأساسية وتحقيق الاستقرار الأمني. كما أن قوات الدعم السريع لا تزال تسيطر على بعض المناطق الحيوية، مما يجعل من الصعب تحقيق الاستقرار بشكل كامل في ولاية شمال كردفان والمناطق المحيطة بها.
ومع استمرار العمليات العسكرية، تظل الآمال معقودة على قدرة الجيش السوداني في السيطرة على مزيد من المناطق وتوفير الأمان للمواطنين. وتعتبر العمليات العسكرية الجارية خطوة ضرورية لتحقيق الاستقرار السياسي والأمني في السودان، وهو ما يحتاج إلى تضافر جهود جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الحكومة السودانية والمجتمع الدولي، من أجل وضع حد للنزاع المستمر.