تزايد معدلات الطلاق ..أسباب عصرية وحلول ممكنة

Nov 26, 2024 - 04:52
تزايد معدلات الطلاق ..أسباب عصرية وحلول ممكنة

كتبت: أميرة الجارحي

في السنوات الأخيرة، أصبحت معدلات الطلاق ظاهرة متزايدة على مستوى العالم، ولم يكن العالم العربي بمنأى عن هذه الموجة. تحوّل الطلاق من كونه حدثًا استثنائيًا إلى أمر شائع يشغل بال المجتمعات، حيث تشير الإحصائيات إلى ارتفاع متزايد في نسب الأزواج الذين ينفصلون بعد سنوات قليلة من الزواج.

لماذا تزايدت حالات الطلاق؟

1. التغيرات المجتمعية والثقافية

مع الانفتاح الثقافي وازدياد التوعية بحقوق الأفراد، أصبحت النساء أكثر قدرة على رفض العلاقات غير الصحية، مما ساهم في زيادة الطلب على الطلاق.

2. التحديات الاقتصادية

الضغوط المالية تعد واحدة من أبرز أسباب انهيار العلاقات الزوجية، حيث يؤدي عدم الاستقرار الاقتصادي إلى خلافات متكررة وصراعات لا تنتهي.

3. التواصل غير الفعال

كثير من الأزواج يعانون من صعوبة في التعبير عن مشاعرهم أو فهم احتياجات الطرف الآخر، مما يؤدي إلى تراكم المشكلات دون حل حقيقي.

4. تأثير وسائل التواصل الاجتماعي

ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في خلق نوع جديد من الخلافات الزوجية، مثل الغيرة، الخيانة الإلكترونية، وانشغال الأزواج بالهواتف بدلًا من بعضهم البعض.

5. الزواج غير الناضج

الاندفاع نحو الزواج بسبب ضغوط اجتماعية أو رغبة في تقليد الآخرين دون تفهم حقيقي لمعنى الالتزام الزوجي يؤدي إلى علاقات غير مستدامة.

التأثيرات الاجتماعية والنفسية

لا تقتصر تداعيات الطلاق على الزوجين فقط، بل تمتد إلى الأطفال الذين قد يعانون من مشكلات نفسية واجتماعية نتيجة انفصال والديهم. كما يؤثر الطلاق على استقرار المجتمع ككل، حيث يساهم في تفكك الروابط الأسرية ويزيد من الأعباء على النساء بشكل خاص.

ما الحل؟

رغم صعوبة السيطرة على الظاهرة بشكل كامل، إلا أن هناك بعض الخطوات التي يمكن أن تساعد:

1. تأهيل الأزواج قبل الزواج

دورات التأهيل الزواجي يمكن أن تكون أداة فعّالة لمساعدة الأزواج على فهم التحديات التي قد يواجهونها وكيفية التعامل معها.

2. تعزيز الحوار والتفاهم

تشجيع الأزواج على تبني أساليب تواصل صحية وبناءة لحل الخلافات قبل أن تتفاقم.

3. توفير الدعم النفسي والاجتماعي

يمكن أن تلعب الجمعيات والمؤسسات الأهلية دورًا كبيرًا في تقديم الدعم اللازم للأزواج الذين يواجهون صعوبات في زواجهم.

4. تغيير النظرة المجتمعية للطلاق

من المهم عدم شيطنة الطلاق أو تحويله إلى وصمة عار، بل التعامل معه كحل أخير للحفاظ على سلامة الأفراد.

ختامًا 

الطلاق ليس دائمًا الخيار الأسوأ، ولكنه يعكس غالبًا مشكلة أعمق تتعلق بغياب الوعي، التفاهم، أو القدرة على التكيف مع متغيرات الحياة. إذا أردنا تقليل معدلات الطلاق، يجب أن نعمل على بناء ثقافة زوجية

قائمة على الاحترام، الحوار، والتفاهم منذ البداية.