ترامب يودّع إيلون ماسك: «قدّمت عملاً مذهلاً.. لكن آن أوان العودة لسيارتك»

كتب: د. مجدي كامل الهواري 

ودّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مستشاره البارز إيلون ماسك في آخر حضور له داخل أروقة مجلس الوزراء، خلال اجتماع شهد لحظات مؤثرة وعبارات مازحة لم تخفِ خلفها توترات مستترة بين الرجلين.

ماسك، الذي ظهر مرتديًا قبعتين تحمل إحداهما شعار "DOGE" المختص بتقليص الحكومة، والأخرى كُتب عليها "خليج أمريكا"، بدا كمن يلخّص رحلته المعقدة بين دوائر الحكم وعالم المال. وعلّق ترامب ضاحكًا: "أنت الوحيد الذي يمكنه فعل ذلك دون أن يُحاسب"، فرد ماسك: "كما يقولون، أنا أرتدي الكثير من القبعات"، وسط ضحكات حاولت التغطية على برود اللحظة.

لكن خلف المزاح، حمل خطاب ترامب تقديرًا صريحًا لمساهمة ماسك: "كنت سندًا حقيقيًا وألهمت الكثيرين. ما قدمته مذهل: 150 مليار دولار، وقد يكون الرقم أكثر، فهناك مشاريع لم تُدرج بعد"، قبل أن يختتم: "بإمكانك البقاء، فأنت دائمًا موضع ترحيب، لكنه يريد العودة إلى سيارته".

قرار مغادرة ماسك لمنصبه الحكومي أتى في وقت بالغ الحساسية؛ إذ تشير بيانات مؤشر "بلومبرغ" للمليارديرات إلى خسارته أكثر من 113 مليار دولار من ثروته، وانهيار أرباح تسلا بنسبة 71%، مع تراجع سهم الشركة بنسبة 33%.

ورغم الوداع الرسمي، فإن العلاقة بين ماسك والمؤسسة السياسية شهدت تصدعات واضحة. اشتباكاته مع وزير الخارجية ماركو روبيو بسبب ملف التوظيف، ومشاجرته العلنية مع وزير الخزانة سكوت بيسنت بشأن تعيينات مصلحة الضرائب، عكست صدامًا بين مقاربته التكنوقراطية وإيقاع السياسة الأمريكية، ما اضطر ترامب لاحقًا إلى تقليص نفوذه وتحجيم دوره إلى مجرد مستشار.

ورغم مغادرته، يخرج ماسك أكثر رسوخًا في عالم الأعمال، محافظًا على لقب أغنى رجل في العالم، بفضل صعود قيمة استثماراته في "سبيس إكس" و"نيورالينك"، ما يؤكد أن الرجل الذي ارتدى "الكثير من القبعات" لا يزال يعرف جيدًا أين يضع رأسه حين تشتد العواصف.