ترامب بين العقوبات وتسليح أوكرانيا.. مناورة أم تغيير جذري
كتب: محمود سامح
تشهد الأزمة الأوكرانية انعطافًا ملحوظًا مع تصريحات الرئيس الأميريكي دونالد ترامب حول فرض عقوبات جديدة على روسيا ودراسة إدارته المحتملة إرسال أسلحة لدعم أوكرانيا.
هذه التصريحات أثارت جدلا واسعا، خاصة أنها تأتي في إطار وعده بإنهاء الحرب خلال 24 ساعة من توليه منصب الرئاسة. فهل يمثل هذا تحولًا في نهج ترامب تجاه روسيا وأوكرانيا أم أنه امتداد لاستراتيجيات سابقة بمقاربات جديدة؟
ترامب يغير نبرته تجاه روسيا!
ترامب، الذي كان يُعرف بنبرة مهادنة تجاه موسكو، يبدو أنه يتخذ الآن موقفًا أكثر صرامة. فقد صرح بأنه "سينظر في فرض عقوبات إضافية إذا رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التفاوض مع أوكرانيا"، كما أشار إلى احتمال إرسال أسلحة لدعم كييف. هذا التحول أثار تساؤلات حول نواياه الحقيقية، وما إذا كان هذا جزءًا من حملة انتخابية أم انعكاسًا لتغير في مواقفه السياسية.
أستاذ العلوم السياسية في جامعة سيفاستوبول، عمار قناة، يرى أن تصريحات ترامب تنطوي على مناورة سياسية أكثر من كونها خطة واضحة .
وفي حديثه للظهيرة على سكاي نيوز عربية، أشار إلى أن "ترامب قد يكون يستخدم العقوبات كورقة ضغط على الرئيس الروسي، ولكن هذا النهج لا يضمن بالضرورة إنهاء الصراع".
وأضاف قناة أن روسيا، رغم العقوبات القاسية منذ 2014، أظهرت قدرة على التأقلم مع الضغوط الاقتصادية، وهو ما يقلل من فعالية أي عقوبات جديدة.
تسليح أوكرانيا.. خطوة تصعيدية أم رسالة دبلوماسية؟
إلى جانب التلويح بالعقوبات، تدرس إدارة ترامب المستقبلية مسألة تسليح أوكرانيا. وهذا الموقف يمثل تحولا عن وعوده الانتخابية السابقة التي استبعدت دعم أوكرانيا عسكريا.
مستشار السياسة الخارجية في المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية، إيفان أوس، أكد أن "الولايات المتحدة لا تنظر إلى أوكرانيا كأولوية استراتيجية، لكن تسليحها قد يكون جزءًا من محاولة لتعزيز النفوذ الأميركية على حساب روسيا".
وأشار أوس إلى أن هذه التصريحات قد تكون رسالة مزدوجة: دعم أوكرانيا ضد روسيا من جهة، واستخدام الأزمة كوسيلة ضغط لتحقيق مكاسب اقتصادية ودبلوماسية أكبر مع موسكو.
وأضاف: "ترامب، بصفته رجل أعمال، قد يكون مهتما بتسوية تحقيق مكاسب اقتصادية للولايات المتحدة، مثل فرض تعريفات جمركية جديدة".
تغير في الأولويات؟
تصريحات ترامب تعكس إعادة تشكيل للأولويات الأميركية تجاه الصراع في أوكرانيا. فمن جهة، يظهر عزمه على إنهاء الحرب، لكن دون تقديم خطة واضحة أو ضمانات أمنية. ومن جهة أخرى، تعكس مواقفه تناقضًا بين السعي لتحقيق السلام وتبني سياسات تصعيدية.
روسيا، بدورها، ترى أن أي تصعيد في العقوبات أو تسليح أوكرانيا لن يؤثر على موقفها الأمني. ووفقًا للدكتور عمار قناة، فإن "روسيا لن تقدم أي تنازلات تمس أمنها القومي، خاصة بعد التضحيات الاقتصادية والعسكرية الكبيرة التي قدمتها خلال الحرب الكبيرة".