تحالفات جديدة تشعل الشرق الأوسط وتكشف ملامح خريطة سياسية متقلبة

تشهد الساحة الإقليمية في الآونة الأخيرة سلسلة من التحركات السياسية والعسكرية غير المسبوقة، تكشف عن خريطة جديدة للتحالفات في الشرق الأوسط وآسيا. فقد أعلنت المملكة العربية السعودية وباكستان توقيع اتفاق دفاع مشترك يتضمن تعهدًا باعتبار أي اعتداء على أحد البلدين بمثابة اعتداء على الآخر، وهو ما يفتح الباب أمام تعاون استراتيجي قد يشمل مظلة نووية في مواجهة التحديات الإقليمية.
وفي الوقت نفسه، عززت دولة الإمارات العربية المتحدة من شراكتها مع الهند على الصعيدين العسكري والاقتصادي، في خطوة تحمل دلالات استراتيجية عميقة، خصوصًا أن الهند خصم تقليدي لباكستان. هذا التقارب يثير تساؤلات حول مستقبل التوازنات في الخليج، خاصة مع دخول الصين على خط المواجهة عبر إعلان وزير دفاعها استعداد جيش بلاده للانتشار عالميًا، في إشارة واضحة إلى أن بكين لم تعد تكتفي بكونها قوة اقتصادية فحسب، بل تسعى إلى ترسيخ حضور عسكري مؤثر على الساحة الدولية.
المفاجأة الأخرى جاءت من القاهرة وأنقرة، حيث عادت مصر وتركيا إلى إجراء مناورات جوية وبحرية مشتركة بعد توقف دام أربعة عشر عامًا. هذا التطور يعكس رغبة البلدين في فتح صفحة جديدة من التعاون العسكري، بما قد يغير معادلات القوة في شرق المتوسط والبحر الأحمر، ويؤثر بشكل مباشر على ملفات الطاقة والأمن الإقليمي.
هذه التحولات المتسارعة تكشف أن مشهد "الخليج الموحد" لم يعد كما كان يُرسم في التصريحات السياسية، فالمصالح باتت متفرقة، والتحالفات تتشكل وفق حسابات دقيقة تتجاوز الشعارات التقليدية. العالم من حولنا يعيد ترتيب أوراقه، ومن لا يمتلك استراتيجية واضحة وأدوات فاعلة قد يجد نفسه خارج المعادلة.