اليوم العالمي للتليفزيون.. شاشة صنعت وعي العالم وما زالت تتصدر المشهد
كتبت: شيرين الشافعي
يوافق الحادي والعشرون من نوفمبر الاحتفال باليوم العالمي للتليفزيون، وهو مناسبة سنوية تؤكد استمرار تأثير هذه الوسيلة في تشكيل الوعي العام، رغم التطور المتسارع في أنماط الإعلام وظهور المنصات الرقمية. وعلى مدار عقود، ظل التليفزيون عنصرًا أساسيًا في كل منزل، ونافذة تطل من خلالها المجتمعات على العالم.
وفي إطار هذه المناسبة، استعرض برنامج "هذا الصباح" تقريرًا أعدته سمر صلاح وقدّمته شيرين الشافعي، مسلطًا الضوء على الدور الممتد للتليفزيون في الوعي العربي والعالمي، وقدرته على الحفاظ على مكانته في عصر تزاحم المعلومات.
أقرت الأمم المتحدة هذا اليوم عام 1996 عقب انعقاد المنتدى العالمي للتليفاز، الذي ناقش تأثير التليفزيون على الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ودوره في صياغة الرأي العام. ومنذ ذلك الحين، أصبح 21 نوفمبر مناسبة دولية للتذكير بأهمية هذه الوسيلة كأحد أبرز أدوات الاتصال الجماهيري.
ورغم تعدد الوسائل الحديثة، ما زال التليفزيون حاضرًا في كل بيت بوصفه "ضيفًا دائمًا" ومصدرًا للترفيه وتخفيف التوتر، ووسيلة تعليمية للكبار والصغار عند استخدامه بشكل واعٍ. وبينما تطورت الشاشة من صندوق خشبي كبير إلى أجهزة رقمية أنيقة، ظل دورها الأساسي قائمًا بوصفها وسيلة للتثقيف والمتابعة الإخبارية.
ويمثل التليفزيون منصة موثوقة لنقل الأخبار العاجلة والتغطيات المباشرة، خصوصًا في أوقات الأزمات. كما يساهم عبر برامجه الثقافية والتعليمية في نشر المعرفة وتعزيز الوعي لدى مختلف فئات المجتمع، إضافة إلى تعريف المشاهدين بثقافات متعددة وتعزيز لغة الحوار بين الشعوب.
ويحمل اليوم العالمي للتليفزيون رسالة تتجاوز الاحتفال بجهاز تقني، إذ يركز على قيم التواصل والحوار والمعرفة والسلام، مؤكدًا أهمية الإعلام المسؤول في دعم الديمقراطية وترسيخ قيم التسامح، وتشجيع المؤسسات الإعلامية على تقديم محتوى هادف يخدم المجتمع.
ورغم المنافسة الشديدة من الإنترنت ومنصات البث، ما زال التليفزيون محتفظًا بجمهوره وبقدرته على التأثير. فهو شاهد على تحولات المجتمعات، ومرآة تعكس نبض الناس، ومنصة تجمع أفراد الأسرة كما لم تفعل أي وسيلة إعلامية أخرى.
ويظل هذا اليوم مناسبة للتذكير بأن التليفزيون ليس مجرد شاشة تُضاء، بل قوة ثقافية ومعرفية تؤثر في تشكيل الوعي وتبادل الخبرات، وتبقى حاضرة في كل مراحل تطور الإنسان والمجتمع.