المتاحف المصرية.. ذاكرة وطن تمتد عبر الزمن وتروي حكاية حضارة لا تموت
تقرير: شيرين الشافعي
سلّط برنامج "من القاهرة" على قناة النيل للأخبار الضوء على المتاحف المصرية بوصفها الجسر الذي يربط بين الماضي والحاضر، والذاكرة الحية التي تحفظ تاريخ أمةٍ صنعت أعظم حضارة عرفها الإنسان. وأعدّت التقرير الإعلامية سمر صلاح، متناولًا رحلة المتاحف في مصر منذ نشأتها وحتى المتحف المصري الكبير، الذي يُعد المشروع الثقافي الأضخم في تاريخها الحديث.
انطلقت قصة المتاحف المصرية مع متحف بولاق الذي تأسس عام 1858 على يد عالم المصريات الفرنسي أوجست مارييت، قبل أن تنتقل المجموعات الأثرية إلى سراي الجيزة ثم إلى ميدان التحرير عام 1902، حيث استقر المتحف المصري الحالي الذي يضم أكبر مجموعة أثرية في العالم توثق التاريخ المصري القديم.
ويمتد المشهد الحضاري إلى المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، الذي يصحب زائريه في رحلة عبر العصور من ما قبل التاريخ حتى العصر الحديث، بينما يضم متحف الفن الإسلامي أكبر مجموعة من التحف الإسلامية على مستوى العالم. أما المتحف القبطي فيمثل نافذة فريدة على فنون وآثار العصر القبطي.
ويُبرز متحف قصر عابدين فخامة العصور الملكية، في حين يُعد قصر الأمير محمد علي بالمنيل نموذجًا فنيًا يجمع مدارس العمارة الإسلامية المختلفة. كما يوثق المتحف الحربي تاريخ مصر العسكري منذ فجر التاريخ حتى العصر الحديث، ويضم متحف محمد محمود خليل أكثر من 300 لوحة نادرة وتماثيل وتحف خزفية عالمية.
وفي الإسكندرية، يعرض المتحف اليوناني الروماني ملامح الحضارة الهيلينية عبر 25 قاعة، بينما يحتفظ متحف المركبات الملكية في بولاق بأرقى ما استخدمته الأسرة الملكية من مركبات فاخرة. كما يخلّد متحف إيمحتب في سقارة عبقرية المهندس المصري القديم من خلال 289 قطعة أثرية، إلى جانب متحف حلوان الذي شيّده الملك فاروق عام 1942.
وتتوزع المتاحف المصرية في شتى المحافظات؛ ففي الإسكندرية يقع المتحف القومي الذي يوثق تاريخ المدينة، وفي الأقصر نجد متحف الأقصر ومتحف التحنيط اللذين يجسدان جمال الجنوب وسحر الحضارة الفرعونية. أما متحف ملوي بالمنيا فيعرض نحو ألف قطعة أثرية، ويبرز متحف النوبة بأسوان تاريخ وثقافة النوبيين منذ عصور ما قبل التاريخ.
وفي العصر الحديث، برزت متاحف مثل متحف الغردقة ومتحف الرمال ومتحف شرم الشيخ، تأكيدًا على امتداد رسالة المتاحف المصرية إلى المدن السياحية، حيث يلتقي التاريخ بالجمال، والماضي بالحاضر.
ويُتوج هذا الإرث العريق بـ المتحف المصري الكبير، أكبر متاحف العالم مساحةً وعددًا للقطع الأثرية، ليكون درة التاج ومشروع القرن في حفظ التراث الإنساني، ومقصدًا لعشاق الحضارة المصرية من كل أنحاء العالم.
واختتم التقرير بالتأكيد على أن المتاحف المصرية ليست مجرد مبانٍ تضم آثارًا، بل هي ذاكرة وطن وعقل أمة تحفظ تاريخها وتورثه للأجيال القادمة، لتظل مصر منارةً للحضارة والإنسانية على مر العصور.
البرنامج يُبث عبر قناة النيل للأخبار برئاسة أسامة راضي، وإشراف على عبد الصادق مدير البرامج، والتقرير من إعداد سمر صلاح، تعليق حازم البهواشي، ومونتاج طارق سعد.