الكاتبة والروائية ياسمين مجدي عبده تكتب: لو تسمح يا أستاذ

Mar 9, 2025 - 23:00
Mar 9, 2025 - 23:02
الكاتبة والروائية ياسمين مجدي عبده تكتب: لو تسمح يا أستاذ

 

كنت في يوم من الأيام قبل زحمة مسلسلات شهر رمضان الكريم أتابع عبر قناة من القنوات فيلم"موعد غرام" للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ فأنا واحدة من عاشقاته بينما كنت أستمتع بقصة الفيلم التي تحول خلالها من إنسان مستهتر إلى فنان مشهور يجول حول العالم ويحب صوته الكثيرون وجلست أتابع الفيلم بشغف بينما لمحت لقطة في آخر الفيلم هي التي شدت انتباهي وأصبحت محورًا لمقالي إليكم اليوم.

فكانت لقطة جميلة بينما كان عائدًا من إحدى رحلاته وجولاته الغنائية وهو نازل من الطائرة كان المصورين الصحفيين في انتظاره وفجأة لمحت واحدًا منهم يقول" لو سمحت يا أستاذ" أي أنه يستأذن قبل التقاط الصورة.

 للأسف أرى أن تلك الكلمات لم تعد موجودة في حياتنا الآن ولا في حياة المصورين الصحفيين في الفترة الحالية فنجدهم متواجدين في كل مناسبة يخترقوا حياة المشاهير دون سابق إنذار وخاصة يقتحمون بعض اللحظات الخاصة لهم ...سؤالي هنا أليس هؤلاء المشاهير بشر مثلنا لهم حياتهم التي يحبوا أن يمارسونها بحرية تامة مثل كل البشر ؟ هل لأننا في عصر التكنولوجيا والسوشيال ميديا التي جعلت العالم كله قرية صغيرة وأصبحنا بكبسة زر واحدة نعلم ما نريد أن نعلمه ونخترق ما نريد أن نخترقه دون سابق استئذان أو حتى جرس إنذار للأشخاص المخترقة حياتهم؟ هل ذنب هؤلاء المشاهير أنهم مشاهير وأن هذا هو قوتهم الحلال الذي يعيشون منه؟

 لا أعرف هل انعدمت الأخلاقيات التي تربينا ونشأنا عليها منذ الصغر؟ لا أريد ظلم التكنولوجيا والسوشيال ميديا معنا ولكن هل هي السبب؟

أعلم أن هناك من يجيبني ويقول " هذا هو قوت يومنا يا ابنتي".. فمن أين يعيش هؤلاء المصورين الصحفيين في ظل انتشار المواقع الإلكترونية الإخبارية المتعددة فعندما يقوم المصور بالاستئذان ويرفض هذا الفنان أو ذاك...ما الحل إذن؟

من هنا من منبري هذا أتوجه بنداء خاص للسيد نقيب الصحفيين بأن يقوم بالعمل على تنظيم هذا الأمر الذي يعد في غاية الأهمية ويحدوا من هؤلاء المتطفلين الذين يخترقوا أي لحظات خاصة للمشاهير حتى لا يتسبب في الأذى لنفسه وغيره.