الكاتبة والروائية ياسمين مجدي عبده تكتب: إنه عمر خيرت يا سادة

Feb 21, 2025 - 13:01
الكاتبة والروائية ياسمين مجدي عبده تكتب: إنه عمر خيرت يا سادة

كم أنت رائع ومبدع حقاً...كلمات بسيطة كنت أتمنى أن أقابله وأقولها له وجهًا لوجه في حفل تكريمه وليلته الكبيرة التي أقيم في الرياض احتفاءًا بمسيرة طويلة من الإبداعات والألحان الجميلة التي سحرنا بها على مدار مشواره الفني لولا فقط مشقة السفر والتكاليف الباهظة ما كنت تردد أبدًا في الذهاب هناك والاستماع إلى موسيقاه الجميلة من داخل أروقة أحد أكبر مسارح الرياض فإنه عمر خيرت يا سادة.

وإنني أعتذر من الفنانات ومطربات أثرن بأصواتهن فينا بشكل كبير أقصد أنغام وشيرين عبد الوهاب وآمال ماهر فكل واحدة منهن لها جمهورها الكبير الذي يلتف حولها وورائها من المحيط للخليج ولكن أعتبر من وجهة نظري المتواضعة أن هذا هو صوت مصر بلا منازع لأنه لا يعزف على أصابع وأوتار البيانو فقط ولكنه يعزف على أوتار قلوبنا وعقولنا فمن يسمعه يجد نفسه في عالم تاني وكأنه سلب من العالم الذي يحيطه إلى عالم آخر من الأحلام والرومانسية والموسيقى الجميلة.

 فما أمتع أن تستقطب من وقتك ساعة لسماع بعض الموسيقة الهادئة من أنامل ذهبية بل ماسية مثل أنامل الفنان المبدع عمر خيرت فترى نفسك أصبحت في واد آخر وفي بقعة كلها جمال وخضرة وتستمع لأصوات هادئة مثل صوت البيانو وربما لا تجد نفسك أيها القارئ على الأرض من الأساس بل تجد نفسك عائمًا في بحر من الألحان أو طائرًا محلقًا بين السحاب أو فوقها فعندما تسمع تتر المسلسل هذا أو ذاك تسرح بالذكريات وتسترجع مشاهد ولقطات منه وما بالك عندما تسمع"فيها حاجة حلوة" فتأتي في مخيلتك الأهرامات وأبو الهول...النيل الشامخ الجميل والقلعة والمتاحف وكل الأماكن الجميلة التي يمكنكم زيارتها في مصروتتنسم عبق الزمن.

بالأمس القريب كانت حفل التكريم ضمن فعاليات موسم الرياض فكان الحفل أكثر من رائع من حيث التنظيم والإضاءة والديكورات البسيطة ومجموعة العازفين الأجانب الذين صاحبوه في عوف ألحانه الخالدة وحتى العازفين المصريين المرافقين له في رحلته عبر السنوات مثل عازفة الماريمبا "نسمة عبد العزيز" التي تضرب أروع الأمثال في التواضع وأن يكون لديك أمل في الحياة فهي مرت بفترات عصيبة في حياتها ومع ذلك متمسكة بالأمل في الحياة فتجدها في كل حفل مفعمة بطاقة جميلة من التفاؤل والأمل ومليئة بكم من النشاط والحيوية يجعلك تريد القيام والتمايل مع نغماتها وبالرغم من أن لديها فرقتها الخاصة ولكنها لم تترك هذا الرجل معه أينما ذهب وهنا إن دل على شيء فهو يدل على ولائها وانتمائها لتلك الفرقة. 

ومع كل هذا تمنيت أن يكون الحفل هنا في مصر بين أحضان أهله وأحباؤه وبين أحضان النيل والأهرامات فمصر مليئة بالأماكن والمسارح الجميلة وهذا ليس تقليل من شأن مسارح الرياض أبدًا وكل الشكر والمحبة من مصر الحبيبة إلى المملكة العربية السعوديو قيادة وشعبًا على كل ما يقدموه من حفاوة وحب ومودة وهذا من شيم وأخلاق العرب ...كل الشكر لهيئة الترفيه وسعادة المستشار ترك آل الشيخ على هذا التكريم الكبير لأحد رموز الفن والموسيقى في مصر.