اجتماع حاسم لهيئة قناة السويس لمناقشة تأثير الأوضاع الأمنية في البحر الأحمر

كتب: مصطفي صلاح

عقد الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، اجتماعًا مع ممثلي 23 جهة من الخطوط والتوكيلات الملاحية الكبرى، بحضور رؤساء غرف الملاحة في السويس وبورسعيد والإسكندرية، في مقر الهيئة بمبنى الإرشاد بمحافظة الإسماعيلية. جاء الاجتماع لبحث تأثير عودة الاستقرار النسبي في منطقة البحر الأحمر وباب المندب على خطط وجداول الإبحار في قناة السويس خلال الفترة المقبلة.

وأكد الفريق أسامة ربيع في كلمته حرص الهيئة على تحقيق تواصل فعال ومستمر مع عملائها، للتشاور وتبادل الرؤى بشأن مستجدات الأوضاع في البحر الأحمر وباب المندب. وأشاد بدور التوكيلات الملاحية كحلقة وصل أساسية في تحقيق المصالح المشتركة بين جميع الأطراف.

وأوضح ربيع أن الأوضاع الراهنة في منطقة البحر الأحمر تشهد مؤشرات إيجابية لعودة الاستقرار، ما يسمح بتعديل الجداول الملاحية وعودة الملاحة البحرية تدريجيًا إلى مسارها الطبيعي. كما طمأن المجتمع الملاحي على جاهزية قناة السويس للعمل بكامل طاقتها لاستقبال السفن والخدمات الملاحية المختلفة، مؤكدًا تفهمه للتخوفات الأمنية لدى شركات الملاحة وحرصهم على سلامة السفن والأطقم البحرية.

وأشار رئيس الهيئة إلى أن قناة السويس لم تتوقف عن تقديم خدماتها منذ بداية الأزمة، بل اتخذت العديد من الإجراءات لتقليل تداعيات الأزمة على عملائها، مثل توفير خدمات الإنقاذ البحري والإسعاف البحري، وصيانة السفن، وتقديم خدمات الوقود وتبديل الأطقم البحرية. كما أكد على استمرار تطبيق السياسات التسعيرية نفسها التي كانت سارية قبل الأزمة، مع استحداث حوافز دعم لصناعة النقل البحري.

وفي سياق آخر، تناول ربيع مشروع تطوير القطاع الجنوبي لقناة السويس، الذي انتهى من تنفيذه، وأوضح أنه سيسهم في زيادة الأمان الملاحي وتقليل تأثير التيارات المائية والهوائية. كما سيساهم في تحسين حركة السفن بزيادة العمق والتوسعة التي شملت 40 مترًا جهة الشرق.

واستعرض رئيس الهيئة التأثيرات السلبية لأزمة البحر الأحمر على معدلات الملاحة بالقناة، حيث تأثرت حركة السفن بسبب المخاوف الأمنية، مما دفع بعض الخطوط الملاحية إلى عبور رأس الرجاء الصالح، رغم ارتفاع تكاليف النقل البحري والافتقار للخدمات الملاحية.

من جانبهم، أعرب ممثلو الشركات الملاحية الكبرى عن تقديرهم للجهود المبذولة من قبل الهيئة لتطوير المجرى الملاحي، مؤكدين أن هذه الإجراءات ستكون لها تأثير إيجابي في تشجيع الخطوط الملاحية الكبرى على العودة لعبور قناة السويس. كما اقترحوا دراسة تقديم حوافز مؤقتة لتشجيع السفن على العودة للعبور عبر القناة.

وفي ختام الاجتماع، تم التأكيد على ضرورة عقد لقاءات دورية مع التوكيلات الملاحية والشركات العاملة في هذا القطاع، لضمان استعادة حركة الملاحة بشكل تدريجي وفقًا لاستقرار الأوضاع في منطقة البحر الأحمر.