إيران تهدد إسرائيل برد قاسٍ لا تتحمله تل أبيب إذا استهدفت منشآتها النووية
كتب: د. مجدي كامل الهواري
وجهت إيران اليوم الاثنين تحذيرًا شديد اللهجة إلى إسرائيل، مؤكدة أن أي ضربة عسكرية تستهدف برنامجها النووي ستقابل برد قاسٍ لن تقوى تل أبيب على تحمّله. جاء ذلك ردًا على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي دعا فيها إلى تفكيك كامل للبنية التحتية النووية الإيرانية.
في أول تعليق رسمي، وصف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عبر حسابه على منصة "إكس" تهديدات نتنياهو بأنها "وهم خطير"، مؤكدًا أن محاولات إسرائيل لإملاء أو فرض قراراتها على إيران لن تجد سوى الرفض القاطع، وأن التصريحات الإسرائيلية لا تستحق الرد لابتعادها عن الواقع. وانتقد عراقجي محاولات نتنياهو للتأثير على سياسات الولايات المتحدة تجاه طهران، متهمًا فريق الرئيس الأميركي السابق جو بايدن بالسعي لإعادة إنتاج المفاوضات الجارية مع إدارة ترامب تحت غطاء جديد.
وأكد عراقجي أن إيران تمتلك من القوة والثقة ما يجعلها قادرة على إحباط أي محاولة لإخضاعها للضغوط أو تغيير مسارها السياسي، مشددًا على أن الشعب الإيراني لم يعد يرى في الاتفاق النووي السابق مكسبًا كافيًا، بل يتطلع إلى تحقيق مصالح وطنية ملموسة بعيدًا عن الأوهام الدبلوماسية.
وأنهى وزير الخارجية تصريحاته بتأكيد أن أي اعتداء عسكري سيُواجه برد فوري وقوي، مشددًا على أنه لا يوجد أي حل عسكري للأزمة مع إيران، وأن أي تحرك عدائي ستكون له تبعات لا يمكن احتواؤها.
في السياق نفسه، حذر الأميرال علي شمخاني، مستشار المرشد الأعلى علي خامنئي، من أن تهديدات نتنياهو ستجر إسرائيل إلى عواقب وخيمة تتجاوز حدود التصور، متسائلًا ما إذا كانت تلك التصريحات نتيجة قرار إسرائيلي منفرد أم تنسيق مع إدارة ترامب للضغط على طهران بالتزامن مع سير المفاوضات الجارية.
وكان نتنياهو قد شدد في خطاب ألقاه من القدس أمس الأحد على ضرورة حرمان إيران من امتلاك قدرة تخصيب اليورانيوم والصواريخ الباليستية، داعيًا إلى تفكيك كامل لمنشآتها النووية كشرط لأي اتفاق جديد. تأتي هذه التصريحات في أعقاب الجولة الثالثة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة بوساطة عمانية، والتي وصفتها واشنطن بأنها إيجابية، مع استعداد الطرفين لجولة رابعة الأسبوع المقبل لاستكمال محادثاتهما.
