أضرار التدخين على الخلايا الجذعية: كيف يؤثر التدخين على آليات الإصلاح والعلاج بالخلايا الجذعية؟

أبريل 26, 2025 - 12:25
أضرار التدخين على الخلايا الجذعية: كيف يؤثر التدخين على آليات الإصلاح والعلاج بالخلايا الجذعية؟

كتبت: أمنية شكري

 

مراجعة شاملة حول تأثير التدخين على الخلايا الجذعية واستخدامات العلاج بالخلايا الجذعية

نظرة عامة على تأثيرات التدخين على الخلايا الجذعية (Stem Cells)

تُظهر الأبحاث العلمية أن التدخين لا يؤثر فقط على الرئتين وأعضاء الجسم، بل يمتد تأثيره إلى الخلايا الجذعية، مسببًا ضررًا كبيرًا لها. ورغم وجود العديد من الدراسات التي تناولت آثار التدخين السريرية، فإن مراجعات شاملة لتأثيره على الخلايا الجذعية – مثل: الخلايا الجذعية الوسطية الميزنكيمية MSCs، الخلايا السلفية العصبية، والخلايا الجذعية المكونة للدم- لا تزال نادرة. وتشير الدراسات الحديثة إلى أن التعرض لمنتجات التبغ يسبب اختلالًا في وظائف هذه الخلايا، خاصة تلك المسؤولة عن تجديد الأنسجة ومقاومة الالتهاب.

كيف يضعف التدخين آليات الإصلاح التي تعتمد على الخلايا الجذعية؟

عند دخول المواد السامة في التبغ إلى الجسم، فإنها تؤثر مباشرة على البيئة الدقيقة المحيطة بالخلايا الجذعية.على سبيل المثال، في الحالات الطبيعية، تساهم الخلايا الجذعية الميزنكيمية (MSCs) في تعديل الاستجابة المناعية وإصلاح الأنسجة المتضررة وتخفيف الالتهاب وإبطاء تطور أمراض مزمنة مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن. لكن عند التعرض للتدخين، تتدهور هذه الوظائف الحيوية. حيث تقل قدرة MSCs على تنظيم المناعة، وتنخفض كفاءتها في إصلاح الخلايا. كما تتعرض الخلايا السلفية العصبية والخلايا الجذعية المكونة للدم لتثبيط في عملياتها الأساسية، مثل التكاثر والتمايز، مما يُضعف من قدرة الجهاز العصبي والجهاز الدموي على التجدد.

التقدم في تطبيقات العلاج بالخلايا الجذعية لعلاج أضرار التدخين

تمثل العلاجات بالخلايا الجذعية أملًا واعدًا في علاج الأضرار الناتجة عن التدخين. وقد أظهرت دراسات متعددة أن MSCs يمكنها تعزيز إصلاح الأنسجة عبر عدة مسارات. في تجارب حيوانية وأخرى سريرية، أثبت استخدام MSCs فعاليته في تقليل الالتهاب الرئوي الناتج عن التدخين وتحسين وظائف الرئة ودعم استعادة التوازن المناعي في أنسجة الجسم.

العلاج المركب: دمج الخلايا الجذعية مع العلاج الدوائي

برزت تقنية العلاج المركب كحل مبتكر، حيث تُدمج الأدوية مع الخلايا الجذعية لتعزيز فاعلية تجديد الأنسجة. يجمع هذا النهج بين الدقة في استهداف الأدوية والقدرة الإصلاحية للخلايا الجذعية، مما يساعد في معالجة الأضرار من عدة زوايا، ويفتح الباب أمام علاج فعال للأمراض المرتبطة بالتدخين.

الخلاصة: التدخين يهدد الخلايا الجذعية... والعلاج بالخلايا الجذعية يقدم الأمل

يؤثر التدخين بشكل سلبي واضح على الخلايا الجذعية وآلياتها الطبيعية في إصلاح الأنسجة. ومع ذلك، فإن العلاج بالخلايا الجذعية، خاصة في صورة علاج مركب، يمثل تطورًا مهمًا في مواجهة هذه الأضرار.

لكن لا تزال هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات السريرية والبحثية لتحديد مدى فاعلية هذه العلاجات وآلياتها الدقيقة.