«آمال ماهر» تتألق في ليلة «دايم السيف»: صوتٌ مصري يعانق الخليج بأصالة الطرب وروح الشرق

كتب: مصطفى صلاح

في أمسية استثنائية من أمسيات الطرب الأصيل، أبهرت الفنانة المصرية آمال ماهر جمهور "ليلة دايم السيف" بأدائها المميز وصوتها العذب، وذلك على مسرح "عبادي الجوهر أرينا" ضمن فعاليات موسم جدة. وقد وقفت شامخة بين كوكبة من نجوم الفن العربي الكبار: محمد عبده، أحلام، ماجد المهندس، طلال سلامة، وعبادي الجوهر، لتؤكد حضورها الطربي الأصيل وسط هؤلاء العمالقة.

كانت آمال ماهر الفنانة المصرية الوحيدة المشاركة في هذا الحدث الباذخ، وتمكنت من خطف الأنظار بإحساسها المرهف وصوتها الآسر، الذي جمع بين دفء النيل وأصالة المقامات العربية. أدّت أغنيتي "قسوة" و"في غير الزمان" بإحساس يفيض شجنًا، متماهية مع كلمات الأمير خالد الفيصل وألحان الدكتور عبد الرب إدريس، فحلّقت بجمهور الحفل إلى عوالم من الذكريات والحنين.

ماهر أظهرت براعة فنية واضحة في أدائها للأغنية الخليجية، دون أن تلجأ إلى النوتة الموسيقية، إذ غنّت من ذاكرتها وقلبها، منسجمة مع كل لحن وكل كلمة، مستخدمة لغة الجسد وتعابير الوجه لتجسيد المعنى، كأنها تعيش كل أغنية بكل تفاصيلها، لتثبت أن الصوت الصادق قادر على تجاوز الحدود واللهجات بانسجامٍ وتفرّد.

وقد تفاعل الجمهور بحرارة مع أدائها، حيث امتزج التصفيق بالهتاف، وتحول المسرح إلى مشهد وجداني نابض، اجتمع فيه الحس الموسيقي مع الذائقة الفنية الراقية.

الليلة كانت ضمن "أسبوع في حب خالد الفيصل"، وشارك فيها نخبة من نجوم الطرب العربي الذين قدّموا روائع من كلمات الأمير الشاعر، في تكريم فني راقٍ لمشواره الإبداعي. وتزيّنت الأمسية بمصاحبة أوركسترا ضخمة بقيادة المايسترو وليد فايد، ضمّت أكثر من 60 عازفًا، مما أضفى على الحفل أجواءً فخمة ومهيبة.

ولم تقتصر الفعالية على الأداء الغنائي فقط، بل شملت أيضًا معرضًا ثقافيًا وفنيًا يوثق مسيرة الأمير خالد الفيصل، من خلال مقتطفات من كتبه، ومقولاته الملهمة، ولوحات تشكيلية مستوحاة من قصائده. لتكون الأمسية تجربة فنية متكاملة تمزج بين الكلمة واللحن والصورة، في احتفاء راقٍ بثقافة خالد الفيصل ومكانته في الوجدان العربي.