«دبيشي»: زيارة ماكرون إلى العريش تُغيّر ملامح الموقف الفرنسي من غزة.. كارثة إنسانية لا تُحتمل

كتب: مصطفى صلاح
كشفت الدكتورة عقيلة دبيشي، مدير المركز الفرنسي للدراسات وتحليل السياسات، عن أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مدينة العريش المصرية شكّلت نقطة تحوّل فارقة في الموقف الفرنسي تجاه الأزمة في قطاع غزة، بعد شهور من خطاب دبلوماسي وُصف بـ"المتوازن" تجاه الحرب.
وأوضحت دبيشي، في بيان صحفي، أن ماكرون خرج خلال زيارته بتصريحات غير مسبوقة، من أبرزها قوله إن "غزة ليست مشروعًا عقاريًا"، في إشارة صريحة إلى رفضه لأي خطط إسرائيلية تهدف إلى تهجير سكان القطاع أو تغيير طبيعته الديموغرافية.
وأضافت أن تصريحات ماكرون الأخيرة تمثل "انعطافة حقيقية" في السياسة الفرنسية، حيث عبّر خلالها عن تضامن واضح مع المدنيين الفلسطينيين، مشيرة إلى أن الزيارة الميدانية للعريش، التي تُعد شريان المساعدات الإنسانية إلى غزة، كشفت له عن حجم الكارثة بشكل مباشر وبعيداً عن التقارير الرسمية.
وأشارت مديرة المركز الفرنسي إلى أن ماكرون وجّه من خلال خطابه رسائل غير مباشرة لكل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في ضوء دعمهما لمشاريع "السلام الاقتصادي" التي تتجاهل جوهر الصراع السياسي.
وأكدت دبيشي أن التحوّل في نبرة الرئيس الفرنسي يعكس رغبة باريس في استعادة دورها كوسيط نزيه في الشرق الأوسط، من خلال تبنّي مقاربات سياسية تقوم على القانون الدولي وحقوق الإنسان، لا على الحلول الأمنية أو الاقتصادية فقط.
واختتمت بالقول إن الزيارة حملت أثرًا إنسانيًا بالغًا على صانع القرار الفرنسي، مما دفع السياسة الخارجية لفرنسا نحو مسار أكثر استقلالية عن المواقف الأمريكية والإسرائيلية، في إطار سعيها لتعزيز مكانتها كقوة أوروبية لها كلمة في جهود تحقيق السلام بالمنطقة.