«شراكة ثقافية رقمية».. متحف الأمير وحيد سليم على أعتاب انطلاقة جديدة بتقنيات تفاعلية

كتبت: شروق حمدي مصطفى
في خطوة جادة نحو الدمج بين التراث والتكنولوجيا، شهد متحف الأمير وحيد سليم بالمطرية زيارة ميدانية لكل من الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، والدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، لمعاينة الوضع الراهن للمتحف ووضع أسس مشروع تطوير شامل يهدف إلى إعادة إحياء هذا الصرح التاريخي الفريد، عبر أدوات التكنولوجيا الحديثة وأساليب العرض المتقدمة.
جاءت الزيارة تمهيدًا لإطلاق شراكة استراتيجية بين الوزارتين تستهدف تحويل المتحف إلى مركز إشعاع ثقافي مزود بتقنيات رقمية تتيح تجربة تفاعلية للزوار المحليين والأجانب، وتُعيد تعريف العلاقة بين الجمهور والمكان التراثي.
وقال وزير الثقافة إن متحف الأمير وحيد سليم لا يمثل مجرد مبنى أثري، بل هو شاهد حي على تحول اجتماعي وثقافي كبير شهدته مصر في بدايات القرن العشرين، مضيفًا: "نحن لا نعيد ترميم الجدران فقط، بل نعيد صياغة سردية المكان ليكون نابضًا بالحياة، محمّلًا بروح الفن والتاريخ".
ويمتد المتحف على مساحة 14 ألف متر مربع، تحيط به حديقة تزيّنها تماثيل رخامية ونباتات نادرة، ويضم مكتبة غنية بالمؤلفات النادرة ومسرحًا مفتوحًا، بالإضافة إلى مجموعة منتقاة من القطع الفنية النادرة التي تعكس ذوق الأمير محمد وحيد الدين سليم، الذي أثرى القصر بتحف فريدة بعد عودته من فرنسا في أواخر الثلاثينيات.
من جهته، أكد وزير الاتصالات أن الوزارة ستسهم من خلال خبراتها في رقمنة المحتوى الثقافي وتطبيق أنظمة العرض الذكي، بما يواكب تطلعات الأجيال الجديدة نحو المتاحف التفاعلية.
يُذكر أن القصر كان في الأصل استراحة صيد للأمير يوسف كمال، ثم تحول لاحقًا إلى هدية زواج للأميرة شويكار، والدة الأمير وحيد سليم. وعقب ثورة يوليو، تم تأميمه، ليصبح متحفًا عامًا في عام 1998 بقرار جمهوري، ويتبع الآن قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة.
هذا المشروع يأتي ضمن رؤية أشمل تهدف إلى إحياء المواقع الثقافية والتراثية، ليس فقط كأماكن للعرض، بل كمساحات حية للثقافة والإبداع والمعرفة.