د. مي القط تكتب: إدارة الخلافات الزوجية أمام الأطفال.. كيف نحمي قلوبهم ونعلّمهم الأمان العاطفي؟

الخلافات الزوجية جزء طبيعي من أي علاقة، لكنها تتحول إلى خطر حقيقي عندما تحدث أمام الأطفال. فالعقل الصغير لا يملك القدرة على فهم أسباب الخلاف، لكنه يلتقط بسهولة التوتر، الصوت العالي، الانسحاب أو البكاء… وهنا تبدأ مخاوفه. ولهذا يصبح أسلوب إدارة الخلاف أهم من الخلاف نفسه.

و هنا علينا ان نفهم اولا لماذا يتأثر الأطفال بخلافات الأهل؟

و هذا لأنهم يشعرون أنهم جزء من المشكلة، حتى لو لم يكن لهم علاقة. و لأن الخلافات تزعزع إحساسهم بالأمان والاستقرار. ولأن التوتر المستمر يؤثر على نومهم، شهيتهم، تركيزهم وسلوكهم.

و هذه بعض العلامات التي توضح بان الطفل يشعر بالتوتر و القلق عند رؤية خلافات الأهل:

صمت مُبالغ فيه أو بكاء بلا سبب واضح.

التعلق الزائد بأحد الوالدين.

العصبية أو نوبات الغضب.

التراجع الدراسي أو صعوبات التركيز.

أسئلة متكررة مثل: "هو أنتوا هتسيبوا بعض؟"

و ياتي بعد ذلك السؤال الاهم كيف ندير الخلاف أمام الطفل بشكل صحي؟

1. اختيار الوقت والمكان المناسب .

2. الحرص على استخدام لغة محترمة بدون صوت عالي . فالأطفال لا يتأثرون بالخلاف الهادئ، بل بالصراخ والاتهامات.

3. احرصوا على طمّانة الطفل بعد أي توتر يحدث أمامه بكلمات بسيطة مثل:

"إحنا كنا بنتناقش بس.. وإحنا بخير وإنت في أمان."

هذه الجملة وحدها تعيد له الإحساس بالثبات.

4. اتفقوا على “قواعد خلاف”مثل:

ممنوع الصوت العالي.

ممنوع الانسحاب المفجايء.

ممنوع التهديد بالانفصال.

 الخلاف يجب ان يكون حول المشكلة و ليس عن الشخص.

 فهذه القواعد تحمي الأسرة من الانزلاق في خلاف مؤذي.

5. قدّموا نموذجًا في الإصلاح:

فكما يرى الطفل المشكلة و الخلاف يجب ان يرى الصلح و الاصلاح.

فلحظة التصالح أقوى درس في مهارات التواصل وتنظيم المشاعر.

الخلافات الزوجية ليست المشكلة، بل طريقة إدارتها. فالطفل لا يحتاج بيئة مثالية خالية من الاختلاف، و لكنه يحتاج أهل يحسنون ادارة الخلاف دون ان يهدموا إحساسه بالأمان.