بكتيريا أمعاء الأطفال مفتاح علاج الإسهال

ديسمبر 9, 2024 - 11:09
ديسمبر 9, 2024 - 11:09
بكتيريا أمعاء الأطفال مفتاح علاج الإسهال

كتبت: أمنية شكري

في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، يؤدي الإسهال بحياة نصف مليون طفل سنويًا. والآن، قام باحثون من الدنمارك وإثيوبيا بربط الإسهال المزمن بنمط معين من بكتيريا الأمعاء، وهو اكتشاف قد يمهد الطريق لعلاج جديد يمكن أن ينقذ الأرواح.

تعد أمعاؤنا موطنا لعالم ميكروبي، حيث تدرب البكتيريا جهاز المناعة لدينا على أن يكون مرنًا، وتنتج الفيتامينات، وتحول الطعام الذي نتناوله إلى مركبات مفيدة.

إن اختلال التوازن في هذا الميكروبيوم المعوي قد يرتبط بمجموعة من الأمراض، بما في ذلك السمنة والسكري والإسهال.

ويعد الإسهال الحاد والمزمن مشكلة شائعة بين الأطفال في البلدان النامية، حيث يقتل نصف مليون طفل دون سن الخامسة كل عام.

عادةً ما يزول الإسهال الحاد من تلقاء نفسه، ويمكن علاجه عادةً بالمضادات الحيوية، ولكن عندما يتحول إلى شكل مزمن، فإنه يمكن أن يجعل الأطفال مرضى بشكل شديد ويؤدي إلى تأخر في النمو، مما يجعل العلاج أكثر صعوبة. وحتى الآن، لا تزال أسباب الإسهال المزمن غير واضحة.

الإسهال المستمر لدى البالغين قد يكون غير مريح للغاية، ولكنه نادرًا ما يشكل تهديدًا للحياة. ومع ذلك، بالنسبة للطفل، يمكن أن يكون له عواقب مدى الحياة.

قال دينيس ساندرس نيلسن، أستاذ في قسم علوم الغذاء في جامعة كوبنهاغن: "أنه على مدار الخمسين عامًا الماضية، أصبح علاج الإسهال الحاد أسهل بكثير، ولكن لم يكن هناك تقدم يذكر في علاج الإسهال المزمن، وهذا هو ما نركز عليه".

في دراسة جديدة نُشرت في مجلة Nature Communications، رسم نيلسون وزميله الإثيوبي جيتنِت تسفاو ميكروبيوم الأمعاء لأكثر من 1300 طفل إثيوبي دون سن الخامسة. وكان الاستنتاج الرئيس للدراسة واضحًا: مقارنة بالأطفال الأصحاء، كان لدى الأطفال المصابين بالإسهال المزمن أو المستمر تنوع بكتيري أقل بكثير وكان مختلفًا بشكل ملحوظ.

“تشير نتائج دراستنا إلى وجود ارتباط واضح بين تكوين بكتيريا الأمعاء ومدة الإسهال".

قال تسفاو -الذي سيقدم أطروحته في نهاية نوفمبر-: "الأطفال الذين يعانون من الإسهال المزمن لا تحتوي أمعاؤهم فقط على المزيد من البكتيريا الضارة، ولكن أيضًا على عدد أقل من البكتيريا المفيدة بشكل ملحوظ".

*الحلقة المفرغة للإسهال:

استخدم الباحثون تقنيات تسلسل الحمض النووي لتحديد أنواع البكتيريا المفيدة والضارة في عينات البراز. وأظهرت النتائج أن الأطفال الذين يعانون من الإسهال المزمن لديهم نسبة عالية بشكل غير متناسب من البكتيريا الضارة مثل: الإشريكية والعطيفة، ونسبة منخفضة بشكل ملحوظ من البكتيريا المفيدة مثل: فيكاليباكتريوم. كما أظهرت الدراسة أيضًا أن الأطفال الذين يعانون من الإسهال المزمن يفتقرون إلى البكتيريا التي تنتج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة، وهي بكتيريا تنتجها البكتيريا المفيدة، وتؤدي دورًا حيويًا في صحة الأمعاء.

عُرف الإسهال الحاد بأنه يستمر من يوم إلى ستة أيام، بينما يستمر الإسهال المزمن لمدة أسبوع أو أكثر. ووفقا لنيلسون، تشير النتائج إلى أن الإسهال المزمن مفيد، وأن الميكروبات التي تنتج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة تُفقد إلى حد ما، وأن الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء لدى الأطفال، لأسباب غير معروفة، لا تتعافى من العلاج بالمضادات الحيوية في الحالات الحادة. يبدو أن تطور الإسهال المستمر يحدث بسبب فقدان البكتيريا المفيدة. نحن لا نعرف السبب الدقيق، ولكننا نفترض أنه على الرغم من أن المضادات الحيوية قد تكون ضرورية لعلاج الإسهال الحاد، فإنها أيضًا تقتل البكتيريا المفيدة في الأمعاء. وأوضح الباحثون أن الأطفال قد يدخلون في حلقة مفرغة من الإسهال المزمن لأنهم لا يتناولون الأطعمة المناسبة لاستعادة هذه البكتيريا المفيدة.

*دور "الأطعمة الخارقة" المحلية في الإنقاذ:

توفر خريطة جديدة لبكتيريا الأمعاء لدى الأطفال المصابين بالإسهال المزمن فهمًا أعمق لسبب المشكلة وتسهل تطوير علاجات جديدة مستهدفة لاستعادة ميكروبيوم الأمعاء الصحي. ووفقًا لتسفاو، ينبغي أن يكون التركيز الرئيس للعلاج هو تصميم نظام غذائي مثالي يساعد في استعادة الميكروبيوم المعوي للأطفال المتأثرين. فمن الناحية المثالية، يجب أن يكون هذا النظام الغذائي مألوفًا للسكان المحليين وسهل الحصول عليه ومستدامًا. وقد فكّر الباحثون بالفعل في مكون رئيسي محتمل. " قال نيلسون: "في إثيوبيا، لديهم حبوب غذائية فائقة الجودة تسمى "التيف" غنية بالمواد المغذية والألياف. ومن الواضح أن لديه القدرة على استخدامه كمكمل غذائي للمساعدة في وقف الإسهال المزمن".

ومع ذلك، لا يزال الأمر يتطلب مزيدًا من البحث، ويأمل الباحثون في الحصول على تمويل لمشروع بحثي جديد في المستقبل القريب.

المصدر: اhttps://www.ebiotrade.com/newsf/2024-11/20241129074717925.htm