كيف يتعامل الدماغ مع المحفزات الإيجابية والسلبية؟

كتبت: أمنية شكري
هل تساءلت يومًا كيف يعالج الدماغ المحفزات الإيجابية والسلبية؟ في دراسة حديثة، قام الباحثون بتحليل الخلايا العصبية D1 و D2 في الفئران لفهم كيفية ترميز هذه الخلايا واستجابتها للتحفيزات الممتعة والمؤلمة. وقد اكتشف الباحثون أن هذه الخلايا تعمل بشكل تكاملي، خلافًا للاعتقاد الشائع بأنها متعارضة وظيفيًا. هذه النتائج تقدم رؤى هامة لفهم الأمراض العصبية مثل اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب.
دور الخلايا العصبية في معالجة التحفيزات
الدماغ البشري يحتوي على مليارات من الخلايا العصبية التي تتفاعل مع التحفيزات الخارجية. وعند اتخاذ القرارات، يقوم الدماغ بتقييم ما إذا كان التحفيز إيجابيًا أو سلبيًا. إذا كان التحفيز إيجابيًا، يميل الدماغ إلى الاقتراب منه، بينما إذا كان سلبيًا، تتولد استجابة تفاعلية قد تؤدي إلى تجنب هذا التحفيز. تساعد هذه الردود في ضمان بقاء الكائن الحي.
دور النواة المتكئة في الدماغ
تعد النواة المتكئة (NAc) في الدماغ هي الجزء الذي يلعب دورًا رئيسيًا في تقييم وتحليل التحفيزات. ورغم أن دور خلايا D1 و D2 في النواة المتكئة كان غير واضح، فقد أظهرت الأبحاث الحديثة كيف يقوم الدماغ بترميز التحفيزات الممتعة والمؤلمة.
نتائج الدراسة الحديثة حول خلايا D1 و D2
في دراسة حديثة بقيادة آنا جوان رودريغيز وكارينا سواريز-كونها من (ICVS، U.Minho تم استخدام تقنيات التصوير المتقدمة لمراقبة كيفية استجابة خلايا D1 و D2 للتحفيزات المختلفة في الفئران. وقد تبين لأول مرة أن خلايا D1 و D2 تعمل معًا بشكل تكاملي استجابة للتحفيزات الممتعة أو المؤلمة.
دور خلايا D2 في تعديل الاستجابة للتحفيز السلبي
عندما تتغير علاقة التحفيز، كما يحدث عندما يتوقف التحفيز السلبي عن التسبب في ألم أو ضرر، تلعب خلايا D2 دورًا حاسمًا في إزالة الارتباط السلبي لهذا التحفيز. فهم هذا الدور يمكن أن يكون ذا أهمية خاصة في علاج الأمراض النفسية مثل القلق واضطراب ما بعد الصدمة.
التأثيرات النفسية للمحفزات السلبية
أظهرت الدراسة أيضًا كيف أن التحفيز نفسه قد يؤدي إلى استجابات مختلفة بناءً على خلفية الفرد وذكرياته. على سبيل المثال، قد يثير صوت الألعاب النارية مشاعر الفرح والاحتفال لدى البعض، بينما قد يثير القلق لدى الآخرين، مثل الجنود السابقين الذين قد تستحضر هذه الأصوات ذكريات الحرب.
الدماغ والقدرة على التكيف مع المحفزات
تشير هذه النتائج إلى أن الدماغ قادر على إعادة تصنيف المحفزات بناءً على الخبرات السابقة والتكيف مع البيئة المتغيرة، مما يوضح تعقيد الدوائر العصبية المسؤولة عن الذاكرة والعاطفة.
التعاون البحثي والدعم المالي
تم تنفيذ هذه الدراسة بالتعاون مع روي كوستا وغابرييلا مارتينز من جامعة كولومبيا ومعهد ألين في الولايات المتحدة. تم تمويل البحث من قبل مؤسسة BIAL البرتغالية، والمجلس الأوروبي للبحث، ومؤسسة لاكايكيس، ومؤسسة العلوم والتكنولوجيا.