إسرائيل تحترق.. إخلاءات واسعة للسكان وتوقعات باشتداد سعير النيران خلال ساعات
كتب: د. مجدي كامل الهواري
تشهد منطقة جبال القدس المحتلة حرائق واسعة النطاق تُعدّ من بين الأسوأ في السنوات الأخيرة، وسط حالة من الذعر والرعب شديدين. في ظل الظروف الجوية القاسية، التي تعرقل جهود الإطفاء، ارتفعت المخاوف من اتساع رقعة النيران بشكل أكبر.
وأعلنت السلطات الإسرائيلية حالة الطوارئ وبدأت عمليات إخلاء جماعية للتجمعات السكانية المهددة بالنيران، حيث تم نشر طواقم خاصة لمواجهة الحريق. وأكدت قيادة الأمن القومي الإسرائيلية أنها تلقت وعودًا بوصول ثلاث طائرات إطفاء من طراز "قندهير" من إيطاليا وكرواتيا، في وقت تجري محادثات مع دول أخرى مثل اليونان وقبرص للمشاركة في عمليات الإطفاء الجوية. يُتوقع وصول هذه الطائرات في الساعات القادمة.
وفي خطوة أخرى، أعلنت الشرطة الإسرائيلية إغلاق الطريق السريع رقم 1، أحد الشرايين المركزية في المنطقة، بعد أن وصلت ألسنة اللهب إليه. طواقم خاصة عملت على تفكيك السياج الفاصل على طول الطريق لتسهيل عبور مركبات الإنقاذ، فيما انتشرت على الأرض وحدات من الشرطة والسيارات الثقيلة للمساعدة في إجلاء السكان ومواجهة الحريق.
تواصل الحرائق انتشارها في عدة مناطق، تشمل نيفيه شالوم، بيت مئير، نحشون، ميفو حورون، مجمع اللطرون، وحديقة كندا. وقد تم إخلاء آلاف السكان، وأصدرت الشرطة تعليمات بخصوص الاستعداد لإخلاء مناطق إضافية إذا اقتضت الحاجة. وبحسب التقارير، فإن 105 فرق إطفاء تعمل على الأرض، بينما تساهم 12 طائرة في محاولات احتواء النيران.
تسارع الرياح بسرعة تصل إلى 70 كيلومتراً في الساعة يعقد مهمة السيطرة على الحرائق. ومن المتوقع أن تتراجع سرعة الرياح مساء اليوم، إلا أن التوقعات تشير إلى اشتدادها مجدداً في الساعات القادمة مما يزيد من خطر امتداد الحريق.
وفي مستشفى "هداسا عين كارم" القريب من المناطق المتضررة، تم إجلاء المرضى غير الضروريين، بينما تم تحضير الطاقم لاستقبال مصابين محتملين. كما تم إبلاغ الجمهور بعدم الحضور إلى المستشفى إلا في الحالات الطارئة. وفي مستشفى شامير، تم استقبال 8 مصابين حتى الآن.
من جانب آخر، ألقت الشرطة القبض على رجل من سكان أم طوبا في الخمسينيات من عمره، أثناء محاولته إشعال النار عمداً في حقل مفتوح جنوب القدس. وتمت مصادرة أدوات اشتعال كانت بحوزته، وفتح تحقيق معه.
في ظل هذه التطورات، تم تعليق فعاليات يوم الاستقلال في مدن عدة مثل عسقلان، بئر السبع، اللد، أريئيل، موديعين، معاليه أدوميم، وميفاسيريت تسيون بناء على توصيات الأمن والطوارئ، وأُلغيت مراسم إشعال الشعلة المقررة الليلة.
في الوقت ذاته، أكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية أنها طلبت مساعدات دولية عاجلة من خمس دول على الأقل. كما تستعد الجبهة الداخلية والجيش لدعم عمليات الإنقاذ والإطفاء، مع المشاركة من مروحيات لتفقد المنطقة بحثًا عن المحاصرين.
قائد قوات الإطفاء في منطقة القدس وصف الحريق بأنه "غير مسبوق في سلوكه واتساعه"، مشيرًا إلى أنه سيتم إخلاء أي مستوطنة معرضة للخطر فوراً.
