«يالا يا بابا من هنا».. فوضى بروتوكولية تُطيح بسكرتير سوهاج من ساحة المسجد إلى خارج المنصب

كتب: مصطفى صلاح
في واقعة أثارت موجة من الغضب والاستياء، دفع صراع خفي على "مكان في الصورة" نائب محافظ سوهاج إلى التلفظ بعبارة عفوية ظنها عادية، لكنها كانت كفيلة بإشعال أزمة بروتوكولية وانتهاء الأمر بإقالة السكرتير العام للمحافظة. العبارة التي أصبحت "ترندًا" خلال ساعات، قالها اللواء علاء عبد الجابر، سكرتير عام المحافظة، مخاطبًا بها الدكتور محمد عبد الهادى: "يالا يا بابا من هنا"، بعد أن حاول عبد الجابر الوقوف بجوار المحافظ خلال التقاط الصور الرسمية.
الواقعة حدثت في ساحة مسجد الكوامل، أثناء فعاليات العيد القومي لمحافظة سوهاج، وأمام عدسات الكاميرات، وفي حضور قيادات تنفيذية ودينية، وهو ما جعل ما حدث يبدو وكأنه مشهد هزلي في فيلم وثائقي عن الفوضى الرسمية.
وبحسب الشهادات، فقد اشتبك الطرفان لفظيًا وجسديًا على خلفية ترتيب الوقوف لالتقاط الصور التذكارية عقب افتتاح المسجد. ووفق ما تداوله شهود العيان والفيديو المنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن نائب المحافظ حاول إبعاد السكرتير العام عن الصورة مستخدمًا عبارات غير لائقة لا تليق بالمناسبة ولا بالموقع الرسمي، ما أثار حفيظة السكرتير العام الذي اعتبرها إهانة شخصية وتجاوزًا صريحًا.
لكن الغريب أن الكارثة لم تنتهِ عند هذا الحد، بل تحوّلت إلى صراع علني نقلته الكاميرات إلى الرأي العام، ما دفع وزارة التنمية المحلية إلى التحرك الفوري، وفتح تحقيق عاجل في الواقعة.
ووفقًا لنتائج التحقيق، قررت الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، إقالة اللواء علاء عبدالجابر من منصبه كسكرتير عام لمحافظة سوهاج، استنادًا إلى "تجاوزات بروتوكولية" وتصرّف غير لائق في ساحة مسجد، بالرغم من أن الفيديو يظهر نائب المحافظ وهو من بدأ بالتجاوز اللفظي.
وأثار القرار تساؤلات عديدة حول حقيقة ما جرى، وهل تمت الإقالة استجابة لضغوط داخلية أم لاعتبارات رمزية تتعلق بحرمة المسجد والمشهد العام الذي بدا فوضويًا ومحرجًا للدولة.
العبارة الساخرة التي صدرت من نائب المحافظ "يالا يا بابا من هنا" تحوّلت في لحظات إلى عنوان لغضب شعبي، عبر فيه المواطنون عن استيائهم من تدهور مستوى بعض القيادات، وتحوّل المناسبات الرسمية إلى عروض شخصية للوجاهة، بدلًا من أن تكون نموذجًا للانضباط والهيبة.
وهكذا، لم تُلتقط الصورة، لكن التُقطت لحظة من الخلل الإداري العلني، وستظل عبارة "يالا يا بابا من هنا" محفورة في أرشيف الذاكرة الساخرة للمصريين، كعنوان لحادثة تكشف كيف قد يسقط المنصب تحت وطأة الكاميرا والكرسي واللقطة.