نهج جديد واعد للوقاية من سرطان الاثني عشر

كتبت: أمنية شكري
يعد داء السلائل الغدية الورمية العائلي (FAP) اضطرابًا وراثيًا نادرًا، يرفع من خطر الإصابة بسرطان القولون وسرطان الاثني عشر بشكل كبير. وفي ظل غياب خيارات وقائية فعالة، يُعد التنظير الدوري وإزالة السلائل المعوية الطريقة الوحيدة المعتمدة حاليًا، رغم ما تحمله من مخاطر صحية إضافية.
دور الجهاز المناعي في تطور سرطان الاثني عشر
وفقًا للدكتور بنجامين كرمر، رئيس مختبر المناعة الخلوية الفطرية في مستشفى بون الجامعي (UKB):لا توجد حاليًا علاجات وقائية محددة ضد سرطان الاثني عشر، لكننا بدأنا نلاحظ أن الجهاز المناعي الموضعي قد يكون مفتاحًا في فهم تطور المرض."
اكتشاف خلايا ILC3 وعلاقتها بـ IL-17A في الاثني عشر
كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة بون، أن مرضى FAP لديهم تركيز مرتفع من خلايا مناعية تُعرف باسم الخلايا اللمفاوية الفطرية من النوع الثالث (ILC3) في بطانة الاثني عشر، وخاصة قرب السلائل والمناطق المعرضة للسرطان. وأوضح الدكتور روبرت هنيبورج من مركز الأورام الوراثية في جامعة كينجز كوليدج لندن: "تظهر هذه الخلايا بأعداد متزايدة في المناطق المصابة، ما يشير إلى دورها المحتمل في التحفيز السرطاني."
الإنترلوكين IL-17A وعلاقته بتلف المادة الوراثية (DNA)
تُنتج خلايا ILC3 ناقلًا عصبيًا يُدعى الإنترلوكين 17A (IL-17A)، والذي يحفز إنتاج الجزيئات التفاعلية للأكسجين (ROS)، وهي جزيئات ضارة قادرة على إتلاف الحمض النووي (DNA). وتعلق الدكتورة كيم ميلاني كايزر من جامعة بون: "إن تراكم هذه الجزيئات يهيئ بيئة موضعية مواتية لنشأة الأورام السرطانية."
استراتيجية جديدة: استهداف IL-17A في الاثني عشر
يقول البروفيسور جاكوب ناترمان، نائب مدير المركز الوطني لأمراض الأورام الوراثية بجامعة أكسفورد: "تُظهر نتائجنا أن تثبيط IL-17A أو استهداف خلايا ILC3 قد يكون طريقة فعالة للحد من تطور سرطان الاثني عشر لدى مرضى FAP"
الخلاصة
تقدم هذه الدراسة نهجًا مبتكرًا للوقاية من سرطان الاثني عشر عن طريق تعديل الاستجابة المناعية الموضعية. وهذا يُعد تطورًا هامًا للمرضى الذين يعتمدون حاليًا فقط على المراقبة التنظيرية. إن استهداف IL-17A قد يفتح الباب أمام علاجات وقائية فعالة ومباشرة ضد هذا النوع من السرطان المرتبط بالجينات.