نقابة المهن الموسيقية تنعي الفنان الكبير لطفي لبيب

كتب: مصطفى صلاح
نعت نقابة المهن الموسيقية، برئاسة الفنان مصطفى كامل، ببالغ الحزن والأسى، الفنان الكبير لطفي لبيب، الذي غيّبه الموت صباح اليوم، بعد مسيرة فنية وإنسانية حافلة. وتقدمت النقابة وأعضاء مجلس إدارتها بخالص التعازي لأسرة الراحل، سائلين الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.
"إنا لله وإنا إليه راجعون".
لطفي لبيب لم يكن مجرد فنان، بل حالة فنية وإنسانية نادرة، امتدت لمسيرته فيها لأكثر من أربعة عقود، شارك خلالها في ما يزيد عن مائة فيلم سينمائي، ونحو ثلاثين عملًا دراميًا، بالإضافة إلى إطلالاته المسرحية المتميزة، التي شكلت جزءًا من وجدان الجمهور المصري والعربي.
اشتهر الراحل بأدواره المركبة التي أداها ببراعة، وكان من أبرزها تجسيده لشخصية السفير الإسرائيلي في فيلم "السفارة في العمارة" أمام الزعيم عادل إمام، حيث ترك أداءه علامة فارقة لا تُنسى. كما شارك مع كبار نجوم الكوميديا والدراما، مثل حسن حسني، محمد سعد، مي عز الدين، أحمد مكي، وغيرهم، وكان داعمًا لأجيال جديدة في أولى بطولاتهم الفنية.
لكن الوجه الآخر للراحل كان في سلاحه الحقيقي: الكلمة. فقد خدم في صفوف القوات المسلحة المصرية ست سنوات، وشهد نصر أكتوبر العظيم، وهو ما ألهمه لاحقًا لكتابة سيناريو بعنوان "الكتيبة 26"، استعرض فيه تجربة الجندي المصري في الحرب بكل صدق وواقعية. كما قدّم عددًا من المؤلفات الفنية والأدبية، وكتب خواطر للأطفال والكبار على حد سواء، وعبّر من خلالها عن ذاته كفنان وكاتب وجندي سابق.
رحل لطفي لبيب، لكن صوته لا يزال يتردد في أذهان محبيه، وصورته باقية على جدران الفن النظيف، الذي لم يتلون يومًا ولم يتاجر بمواقفه. سيظل اسمه محفورًا في ذاكرة كل من شاهد وتعلّم وتأثر.