مصر والسودان يؤكدان التزامهما بحماية حقوقهما المائية وتعزيز التعاون المشترك
كتب: مصطفى صلاح
عقدت مصر والسودان، اليوم الأحد، اجتماع آلية التشاور السياسي بالقاهرة، حيث ناقش وزيرا خارجية البلدين مختلف القضايا الثنائية والإقليمية، مؤكدين التزامهما المشترك بحماية حقوقهما المائية وتعزيز التعاون في القضايا ذات الاهتمام المشترك. شدد الجانبان على أن الأمن المائي لكل من مصر والسودان جزء لا يتجزأ، مشيرين إلى ضرورة التمسك بالاتفاقيات الدولية المنظمة لاستخدام الموارد المائية، ورفض أي إجراءات أحادية قد تضر بمصالح البلدين. كما أكدا أهمية استمرار التنسيق بين دول مبادرة حوض النيل لإعادة التوافق وتفعيل المبادرة بما يحقق المنفعة لجميع الدول الأعضاء، مع التأكيد على ضرورة الالتزام بالقواعد التوافقية التي تأسست عليها المبادرة لضمان إدارة عادلة ومستدامة للموارد المائية.
كما تناول الاجتماع سبل تعزيز الأمن الإقليمي، خاصة في البحر الأحمر، حيث شدد الجانبان على أهمية تعزيز التعاون مع الدول المشاطئة لضمان استقرار المنطقة وحماية ممرات الملاحة الحيوية. وأعرب الوزيران عن رفضهما لأي تهديدات قد تؤثر على حركة الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، مشددين على ضرورة الالتزام بمبادئ الأمن الإقليمي والعمل المشترك لضمان الاستقرار البحري.
وفيما يتعلق بالأوضاع في السودان، أكدت مصر والسودان على ضرورة الحفاظ على وحدة وسلامة أراضي السودان واحترام سيادته وكافة مؤسساته الوطنية، بما في ذلك القوات المسلحة. كما شدد الجانبان على ضرورة إنهاء الحرب الدائرة في السودان، مؤكدين أن حل الأزمة السودانية يجب أن يكون بيد الشعب السوداني دون أي تدخلات أو إملاءات خارجية. وعبّرت مصر عن تقديرها للجهود التي تبذلها الحكومة السودانية لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، بما في ذلك إنشاء مستودعات تخزين، وتسيير رحلات طيران محملة بالإمدادات، إضافة إلى فتح المعابر الحدودية لضمان تدفق المعونات الإنسانية بفاعلية.
وأكد الجانبان على أهمية استمرار العمل المشترك والتنسيق في مختلف القضايا ذات الأولوية، سواء على المستوى الثنائي أو الإقليمي، بما يعزز الاستقرار والتنمية المستدامة في البلدين. كما تم الاتفاق على مواصلة التعاون في المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية، بما يحقق المصالح المشتركة ويعزز التكامل بين مصر والسودان في ظل التحديات التي تواجه المنطقة. واختُتم الاجتماع بالتأكيد على أهمية متابعة تنفيذ التفاهمات التي تم التوصل إليها، ووضع آليات فعالة لتعزيز التنسيق المستقبلي بين البلدين، في إطار الجهود المبذولة لتحقيق التنمية والاستقرار في المنطقة.
