في وسط القاهرة.. معرض يحوّل الجدران إلى ملعب للأمل والصورة

كتب: مصطفى صلاح
في أحد أركان وسط القاهرة النابضة، يستقبل معرض "كرة القدم" زواره ضمن فعاليات "أسبوع القاهرة للصورة"، في احتفاء بصري آسر ببدايات اللعبة، حيث تنطلق الأحلام من الشوارع قبل أن تصل إلى الملاعب.
المعرض الذي تنظّمه Digitent World وMiddle East Archive، يقدّم أرشيفًا فوتوغرافيًا ثريًا من مشاهد كرة القدم الشعبية في أنحاء الشرق الأوسط، ويحتوي على بورتريهات مميزة التقطتها عدسة المصورة الضيفة أمينة زاهر للاعبين دوليين، في مزيج فني يُجسّد كيف تتجاوز اللعبة الحدود وتوحد الناس.
داخل المعرض، تتحول الجدران إلى لوحات حية تزينها رسوم الغرافيتي والاقتباسات الشعبية، فيما تتدلى القمصان كأعلام لأحلام لم تُنسَ. تتوسط المساحة كرة قدم مجسّمة، تعكس الضوء كأنها تُنير الطريق لكل طفل ركل الكرة ذات يوم في أحد الأزقة، حالمًا بأن يكون نجمًا.
مروة أبو ليلة، المدير التنفيذي لمؤسسة فوتوبيا، أشارت إلى أن أسبوع القاهرة للصورة هذا العام يسعى للاقتراب من وجدان الجمهور بتوثيق موضوعات تمسّ الشارع المصري، مؤكدة أن الرياضة، خاصة كرة القدم، تعكس تجارب إنسانية عميقة وتستحق أن تُروى من خلال الصورة.
من جانبه، قال كريم حسني، المؤسس المشارك لـ "NAFAS"، إن المعرض يعزز الوعي بجذور كرة القدم الشعبية في مصر، ويُبرز كيف يمكن للفن أن يُعيد تقديم الرياضة كقوة تغيير وذاكرة جمعية.
وتضيف جيسي عبد الله، المستشارة الإبداعية في Digitent World، بأن جوهر المعرض يتمثل في العودة إلى أصل الحكاية: "هناك، على الأسفلت، حيث لا فرق بين لاعب محترف وطفل حالم، تكون اللعبة حقيقية، ويولد الشغف."
يستمر المعرض حتى 18 مايو في 37 شارع طلعت حرب، ليقدّم للجمهور تجربة بصرية غامرة توثق نشأة اللعبة في أزقة الحواري، وتُذكّر بأن كرة القدم لم تكن يومًا مجرد رياضة، بل روح تُلهم وتجمع وتروي قصصًا من الحياة.