في ضربة نوعية: إسرائيل تستهدف شبكة تنسيق إيرانية تضم قادة بارزين على صلة مباشرة بحماس وحزب الله

كتبت: شروق حمدي مصطفى
في تصعيد عسكري غير مسبوق، نفذت إسرائيل سلسلة ضربات جوية دقيقة داخل الأراضي الإيرانية أسفرت عن مقتل ثلاثة من كبار ضباط الحرس الثوري، في عملية وُصفت بأنها "الأعمق من حيث الاختراق الاستخباراتي"، وفق مصادر أمنية مطلعة.
وأفادت المعلومات بأن من بين القتلى سعيد إيزادي، قائد "فيلق فلسطين" في فيلق القدس، والذي كان يُعتبر أحد أبرز منسقي العمليات بين طهران وحركة حماس. العملية التي استهدفته جرت داخل شقة محصنة في مدينة قم، بعد تتبع دام أسابيع، بحسب ما أوردته المصادر.
وتشير تحليلات عسكرية إلى أن مقتل إيزادي يمثل ضربة موجعة لطهران، كونه كان مسؤولًا عن خطوط الاتصال العملياتية المباشرة مع قيادات حماس في غزة والضفة الغربية، فضلًا عن دوره في التخطيط والدعم اللوجستي للفصائل المسلحة المرتبطة بإيران.
وفي ضربة موازية غرب البلاد، لقي القيادي بهنام شهرياري حتفه إثر غارة استهدفت سيارته أثناء تحركه على أحد الطرق السريعة. ويعد شهرياري عنصرًا حيويًا في منظومة نقل الأسلحة، إذ أشرف على إيصال شحنات صاروخية لحزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، وحماس في قطاع غزة.
كما سُجّل مقتل القائد أمين بور جودكي في هجوم ثالث، اتُهم بقيادة هجمات بطائرات مسيّرة انطلقت من الجنوب الغربي الإيراني تجاه العمق الإسرائيلي خلال الأشهر الماضية.
وتأتي هذه العمليات في إطار ما وصفته إسرائيل بـ"الرد الوقائي العميق"، وسط توتر متصاعد في الإقليم يخشى مراقبون أن يتحول إلى مواجهة شاملة، خاصة في ظل غياب مؤشرات التهدئة وتزايد الاتهامات المتبادلة بين طهران وتل أبيب.
مصدر عسكري إسرائيلي، رفض الكشف عن هويته، أكد في تصريحات مقتضبة أن "العملية حققت أهدافها بدقة عالية، وشلّت إحدى أهم الدوائر القيادية المسؤولة عن تحريك أذرع إيران العسكرية في المنطقة".
ويُذكر أن هذه الضربات تأتي ضمن سلسلة من العمليات العسكرية التي صعّدت من حدة التوتر بين الجانبين، وسط دعوات دولية متزايدة لضبط النفس وتجنب الانزلاق إلى حرب مفتوحة.