«فاتن الحلو»: تكشف كواليس الإقامة في «دار كبار الفنانين»..و دهب وكاميليا سندي الحقيقي في الحياة

كتب: مصطفى صلاح
في مشهد إنساني أثار تعاطف الجمهور وأشعل مواقع التواصل الاجتماعي، أطلت الفنانة القديرة وسيدة السيرك المصري فاتن الحلو من داخل دار كبار الفنانين، لتكشف ولأول مرة عن أسباب اتخاذها هذا القرار، الذي جاء لحماية عائلتها من ضغوط الحياة، مؤكدة أنه نابع من إرادتها الحرة واختيارها الكامل.
وتحدثت فاتن الحلو، خلال حوار مؤثر، عن محطتها الجديدة في "دار كبار الفنانين" التي أنشأها الدكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، بدعم كريم من صاحب السمو الشيخ سلطان القاسمي، حاكم الشارقة، ووصفت الدار بأنها واحة للأمان والونس والرعاية النفسية التي تحتاجها بعد سنوات طويلة من العطاء الفني.
قرار إنساني لحماية الأسرة
أوضحت الحلو أن قرار الإقامة لم يكن نتيجة تقصير من أسرتها، بل جاء حرصًا على بناتها وحفيداتها، بعد أن أنهكهم مرضها وتكاليفه المادية الباهظة. وأضافت: "بناتي لم يتركوني لحظة واحدة، لكنني فضلت الدار لأنها تمنحني الراحة النفسية، وتحفظ لي كرامتي."
وأشادت بالدور البطولي لابنتيها، دهب وكاميليا إبراهيم الحلو، قائلة إنهما كانتا السند الحقيقي طوال سنوات المرض، وتحملتا معها كل الأعباء الجسدية والنفسية والمادية، في ظل غياب الدعم المادي بعد توقف فروع السيرك الثلاثة التي كانت تديرها العائلة، خاصة بعد الخسائر الكبرى التي لحقت بها بسبب جائحة كورونا.
عائلة الحلو: تاريخ من النضال الفني
تطرّقت فاتن الحلو إلى مسيرة عائلتها الفنية، حيث استذكرت زوجها الراحل الدكتور إبراهيم الحلو، رائد السيرك القومي، والذي حصل على الدكتوراه من ألمانيا في ترويض الوحوش، وساهم في بناء السيرك التابع للدولة. وقالت إنها واصلت طريقه بعد وفاته عام 2004، مؤكدة أن بناتها يحملن اسمه ويواصلن رسالته.
وتابعت: "دهب أثبتت تفوقها كمروّضة وحوش، وكاميليا تدير السيرك باحتراف… لكن المديونيات أثقلت كاهلنا، ولم يتبقَ من الفروع الثلاثة شيء."
الونس… حاجة إنسانية لا غنى عنها
في لحظة صادقة، اعترفت فاتن الحلو بأن التقدم في العمر حمل معه تحديات جديدة، قائلة: "أنا محتاجة ونس… الحياة صعبة ومصاريفها لا ترحم."
كلماتها العفوية عكست عمق الألم الذي يرافقها، رغم كل ما قدمته من إنجازات في مجال فن السيرك، أحد أبرز ملامح الثقافة الشعبية المصرية.
امتنان وشكر لكل من ساند
اختتمت الحلو حديثها بتوجيه الشكر للدكتور أشرف زكي، وللفنان محمود عبدالغفار، رئيس الدار، ولكل الطاقم الطبي والإداري الذي يوفّر رعاية متكاملة للنزلاء، معربة عن امتنانها الكبير لسمو الشيخ سلطان القاسمي، الذي كان دعمه حجر الأساس لهذا المشروع الإنساني.
رسالة إلى عائلتها وجمهورها
وفي ختام حديثها، بعثت الفنانة الكبيرة برسالة محبة إلى جمهورها، قالت فيها: "أنا ما هربتش من الحياة، لكن المرض لا يرحم… اخترت أعيش في مكان يحفظ لي كرامتي، ويمنحني دفء الونس اللي محتاجاه. دهب وكاميليا هما ضهري، وحب الناس بيطمني… شكرًا لكل من سأل عني."