عملية أمنية حاسمة في أسيوط تقضي على عصابة «خط الصعيد الجديد» وتدمّر معقلهم الإجرامي

كتبت: نور التلباني
في قلب محافظة أسيوط، وتحديدًا في مركز ساحل سليم، جرت إحدى أكبر العمليات الأمنية التي شهدتها المنطقة، حيث تم استهداف عصابة إجرامية خطيرة كانت تسيطر على العديد من الأنشطة غير القانونية. وكان على رأس هذه العصابة شخص يدعى "محمد محسوب إبراهيم أحمد"، الذي أطلق على نفسه اسم "خط الصعيد الجديد". هذا الرجل كان يعد من أخطر المجرمين في المنطقة، ويُعتبر من أبرز المطلوبين أمنيًا، وقد تورط في العديد من الجرائم الكبرى مثل القتل والسرقة بالإكراه.
تولى هذا الخط الإجرامي السيطرة على المنطقة مستخدمًا العنف والقوة، حيث فرض سيطرته على أهالي المركز وهددهم بالقوة، ما جعله يشكل تهديدًا حقيقيًا للأمن المحلي. وكان أفراد العصابة يقيمون في مكان محصن في الجبال المحيطة بالمنطقة، حيث استخدموا هذا المعقل في توزيع المخدرات وتنفيذ عمليات إجرامية أخرى.
في صباح يوم العملية، وبالتنسيق مع قطاع الأمن المركزي، نفذت قوات الشرطة عملية محكمة لتدمير البؤرة الإجرامية. لكن الجناة تصدوا للهجوم بكل قوة، حيث استخدموا أسلحة ثقيلة مثل "آر بي جي"، بالإضافة إلى قنابل يدوية من نوع "F1" ورشاشات آلية، مما جعل المواجهة صعبة. وفي محاولة يائسة لإعاقة قوات الأمن، قام المجرمون بتفجير أسطوانات الغاز، لكن قوات الشرطة استمرت في الهجوم بكل حسم.
أسفرت المعركة عن مقتل ثمانية من أفراد العصابة، الذين كانوا جميعًا محكومين بعقوبات تصل إلى 191 عامًا في السجون. كما تم إصابة أحد ضباط الشرطة من قطاع الأمن المركزي. وتم العثور في مكان الحادث على كميات ضخمة من الأسلحة، بما في ذلك "آر بي جي"، قنابل يدوية، بنادق آلية، ورشاشات متعددة، فضلاً عن كميات كبيرة من المخدرات.
هذا الانتصار لم يكن فقط حسمًا للصراع مع العصابات، بل كان أيضًا رسالة قوية مفادها أن العدالة لا محالة ستطال الجميع، وأن الجريمة مهما كانت قوتها لن تهزم أمام عيون القانون. وتعد هذه الحادثة تأكيدًا على أن الأمن في أسيوط لن يترك أي بؤرة إجرامية دون أن يتم التعامل معها بقوة وحسم، ما يعيد الطمأنينة لأهالي المنطقة بعد سنوات من الرعب.