عصام الحضري: من شوارع دمياط إلى قمة العالمية
كتبت: أميرة الجارحي
اليوم، 15 يناير، يحتفل عشاق كرة القدم بعيد ميلاد أحد أعظم رموز اللعبة في مصر وأفريقيا، عصام الحضري، الذي أتم عامه الـ52. إن الحديث عن الحضري ليس مجرد سرد لمسيرة كروية ناجحة، بل استعراض لقصة تحدٍ وإصرار وشغف جعلت منه أحد أيقونات كرة القدم على مستوى العالم.
البدايات: حلم من كفر البطيخ إلى النجومية
وُلد عصام الحضري عام 1973 في مدينة كفر البطيخ بمحافظة دمياط. نشأ في أسرة بسيطة، وكان شغفه بكرة القدم واضحًا منذ نعومة أظافره. رغم الصعوبات التي واجهها في البداية، رفض الاستسلام، وبدأت مسيرته الكروية الحقيقية مع نادي دمياط في أوائل التسعينيات. تألقه المبكر فتح أمامه الباب للانتقال إلى النادي الأهلي عام 1996، حيث بدأ كتابة فصول جديدة في تاريخ كرة القدم المصرية.
مسيرة مليئة بالإنجازات
على مدار أكثر من 25 عامًا، أصبح الحضري أحد أبرز الأسماء في حراسة المرمى على مستوى أفريقيا والعالم. مع النادي الأهلي، حقق الحضري العديد من البطولات المحلية والقارية، منها 8 ألقاب دوري مصري، و4 بطولات دوري أبطال أفريقيا، و4 سوبر أفريقي، بالإضافة إلى تألقه في كأس العالم للأندية.
بعد الأهلي، خاض تجارب احترافية متنوعة، منها انتقاله إلى نادي سيون السويسري، ليصبح من أوائل اللاعبين المصريين الذين يحترفون في أوروبا. كما لعب لأندية مصرية أخرى مثل الزمالك، الإسماعيلي، والاتحاد السكندري، إلى جانب تجربة مميزة في الدوري السعودي مع التعاون.
المنتخب الوطني: ملحمة الحضري مع الفراعنة
مع منتخب مصر، كتب الحضري صفحات من المجد. ساهم بشكل أساسي في التتويج بثلاث بطولات متتالية لكأس الأمم الأفريقية أعوام 2006، 2008، و2010، وكان دائمًا الحارس الذي يُعتمد عليه في اللحظات الحاسمة. من أشهر لحظاته، تصديه لركلات الترجيح أمام منتخب كوت ديفوار في نهائي 2006، ليمنح مصر لقب البطولة.
وفي عام 2018، دخل الحضري التاريخ عندما أصبح أكبر لاعب يشارك في تاريخ كأس العالم، بعمر 45 عامًا، في مباراة مصر ضد السعودية. ورغم خسارة المباراة، تألق الحضري بتصديه لركلة جزاء، ليُثبت أن العمر مجرد رقم.
الجانب الشخصي: أسرة داعمة ونجاح مستمر
بعيدًا عن الملاعب، يعيش الحضري حياة أسرية مستقرة. زوجته صابرين وأبناؤه شاهندة، شدوى، وشادي كانوا دائمًا مصدر دعمه وسنده خلال مشواره الطويل. يُعرف الحضري بحبه الشديد لعائلته وحرصه على البقاء قريبًا منهم رغم انشغاله بالكرة.
ما بعد الاعتزال: بداية جديدة في عالم التدريب
أعلن عصام الحضري اعتزاله كرة القدم عام 2020، لكنه لم يبتعد عن اللعبة. دخل مجال التدريب كمدرب لحراس المرمى، وبدأ ينقل خبراته للأجيال الجديدة. عمل ضمن الجهاز الفني لمنتخب مصر الأولمبي، حيث أثبت أنه لا يقل إبداعًا في مجال التدريب عما كان عليه كلاعب.
رمز الإلهام والتحدي
قصة عصام الحضري ليست مجرد مسيرة رياضية، بل هي درس في المثابرة والتحدي. من طفل يحلم بممارسة كرة القدم في شوارع دمياط إلى حارس مرمى يصنف ضمن أفضل الحراس في العالم، تمكن الحضري من التغلب على كل العقبات ليصبح رمزًا عالميًا