طهران تطلق «حملة رقمية مضادة» دعوات واسعة لحذف واتساب بعد مزاعم اختراق سيادي
كتبت: شروق حمدي مصطفى
أطلقت وسائل إعلام إيرانية، صباح الثلاثاء، حملة تحذيرية تدعو المواطنين إلى حذف تطبيق "واتساب"، وسط اتهامات مباشرة للتطبيق بضلوعه في جمع معلومات استخباراتية لصالح جهاز الموساد الإسرائيلي، في خطوة وصفتها مصادر محلية بأنها "إجراء وقائي سيادي".
وجاءت هذه الحملة عقب إعادة السلطات الإيرانية فرض الحظر الكامل على التطبيق، الذي كان قد سُمح باستخدامه مؤقتًا نهاية العام الماضي في إطار تخفيف نسبي للقيود الإلكترونية. إلا أن التصعيد العسكري الأخير، وما تبعه من عمليات أمنية دقيقة داخل البلاد، أعاد ملف "الرقابة الرقمية" إلى الواجهة.
وبحسب وكالة "تسنيم" شبه الرسمية، كشفت الأجهزة الأمنية عن إحباط مخطط تخريبي يقوده أحد المرتبطين بجهاز الموساد، حيث تم اعتقاله خلال مداهمة موقع يُستخدم لتجميع طائرات مسيّرة وتصنيع متفجرات متطورة بمحافظة أصفهان.
وفي واقعة أخرى مرتبطة بالتصعيد الأمني المتنامي، أعلنت السلطات العثور على معمل سري تحت الأرض في مدينة ري يحتوي على كميات ضخمة من المتفجرات شديدة الخطورة، بالإضافة إلى طائرات مسيّرة انتحارية ومنصات إطلاق تمهيدية.
تأتي هذه التطورات بالتزامن مع تنفيذ حكم الإعدام بحق المدعو إسماعيل فكري بعد إدانته رسمياً بالتجسس والارتباط بجهاز الموساد، وفقاً لما نشره موقع "ميزان أونلاين" التابع للسلطة القضائية.
ويرى مراقبون أن حملة التحذير من "واتساب" تمثل انعكاسًا مباشرًا لحالة التوتر المعلوماتي بين طهران وتل أبيب، إذ تشتبه إيران في استخدام التطبيقات الغربية كقنوات خلفية للاختراق المعلوماتي والتجنيد الإلكتروني.
وتواصل إيران وإسرائيل تبادل الضربات، سواء عبر هجمات جوية مباشرة أو من خلال ما يُعرف بـ"الحرب غير المعلنة"، في ظل مخاوف متزايدة من أن يؤدي هذا التصعيد إلى فتح جبهة إقليمية أوسع يصعب التحكم في مساراتها.
