طريقة جديدة وفعالة لعلاج آلام الظهر المزمنة: دراسة علمية من جامعة ماكغيل

أبريل 26, 2025 - 18:10
طريقة جديدة وفعالة لعلاج آلام الظهر المزمنة: دراسة علمية من جامعة ماكغيل

كتبت: أمنية شكري

 

في إنجاز علمي جديد، كشفت دراسة سريرية حديثة نُشرت عبر الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم عن طريقة مبتكرة لعلاج آلام الظهر المزمنة، حيث أثبت فريق بحثي من جامعة ماكغيل الكندية فعالية عقارين في استهداف وعلاج السبب الجذري لآلام الظهر، وهما ما يُعرف بـ"الخلايا الزومبي".

ما هي الخلايا الزومبي وكيف تسبب آلام الظهر؟

تتراكم الخلايا الزومبي -وهي خلايا متقدمة في العمر- داخل الأقراص الفقرية مع التقدم في السن أو نتيجة تعرضها للتلف. على عكس الخلايا الطبيعية، لا تموت هذه الخلايا بل تبقى وتُفرز مواد التهابية تسبب الألم وتلف العمود الفقري مع مرور الوقت، مما يجعلها من أهم أسباب آلام الظهر المزمنة.

العلاجات الحالية مقابل الطريقة الجديدة

حتى الآن، كانت العلاجات المتاحة تعتمد على مسكنات الألم أو التدخل الجراحي لتخفيف الأعراض، دون معالجة السبب الأساسي. لكن وفقًا للدكتورة ليسبت هاجلوند -أستاذة الجراحة في جامعة ماكغيل- فإن الدراسة الحالية تقدم بديلاً حقيقيًا يستهدف جذور الألم، لا مجرد تسكينه.

وقالت هاجلوند: "نتائجنا مثيرة للغاية، لأنها تُظهر أننا قد نتمكن من علاج آلام الظهر بطريقة جديدة تمامًا من خلال إزالة الخلايا المسببة للمشكلة، وليس فقط إخفاء الألم."

تفاصيل الدراسة والعقاقير المستخدمة

أُجريت الدراسة في مركز ألان إدواردز لأبحاث الألم التابع لجامعة ماكغيل، وشملت تجارب على الفئران تم خلالها استخدام عقارين:

oفانيلين: مركب طبيعي مستخلص من الكركم، معروف بخصائصه المضادة للالتهاب.

RG-7112 : دواء مضاد للسرطان معتمد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA).

وأظهرت النتائج أن كلا العقارين، سواء تم استخدامهما منفردين أو معًا، ساهما في: إزالة الخلايا الزومبي من العمود الفقري وتخفيف الالتهاب وتقليل الألم المزمن في الظهر وإبطاء أو عكس الضرر الناجم في الأقراص الفقرية وكانت النتائج الأفضل عند الجمع بين العقارين.

هل العلاج فعال على البشر؟

أشارت هاجلوند إلى أن الوصول إلى الأقراص الفقرية عن طريق الأدوية الفموية كان أحد أكبر التحديات، وقد تم تجاوزه في هذه الدراسة بنجاح. إلا أن التجارب البشرية لم تبدأ بعد، والسؤال الأهم حاليًا هو ما إذا كانت هذه النتائج الواعدة ستنطبق على البشر.

إمكانات مركب o-فانيلين في الطب الطبيعي

المثير للاهتمام أن o-فانيلين لم يكن ضمن خطة البحث الأصلية، بل أُضيف لاحقًا لاختبار تأثير مركب طبيعي مضاد للالتهاب مستخرج من الكركم، وهو ما فتح الباب أمام استخدامه في الطب البديل وتخفيف آلام الظهر بشكل طبيعي. وتُظهر النتائج الأولية أن هذا المركب يمكن أن يكون فعالًا في إزالة الخلايا الزومبي، إلى جانب فوائده المعروفة في مكافحة التهابات المفاصل وهشاشة العظام.

المستقبل: هل يمكن علاج الشيخوخة عبر هذه الأدوية؟

يخطط الفريق البحثي حاليًا لتحسين بنية o-فانيلين ليبقى في الجسم فترة أطول ويصبح أكثر فعالية. كما يأمل العلماء أن تُستخدم هذه الأدوية في علاج أمراض أخرى مرتبطة بالشيخوخة، مثل التهاب المفاصل العظمي وهشاشة العظام.