طرابلس تحت النار مجددًا: اشتباكات دامية تندلع في قلب العاصمة

كتب: مصطفى صلاح
شهدت العاصمة الليبية طرابلس موجة جديدة من التوتر الأمني، بعد اشتباكات عنيفة اندلعت بين مجموعات مسلحة، على رأسها "اللواء 444 قتال" و"جهاز الردع"، ما أدى إلى حالة من الذعر في صفوف المدنيين، وتوقف مظاهر الحياة في عدد من أحياء المدينة.
وتداولت صفحات ليبية على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو توثق الاشتباكات، حيث تظهر لقطات لعناصر مسلحة في حالة كر وفر، مع استخدام مكثف للأسلحة الخفيفة والمتوسطة وحتى الثقيلة، وسط الأحياء السكنية المكتظة.
وامتدت المواجهات على طول العاصمة، من بوابتها الشرقية في منطقة "السبعة"، مرورًا بعين زارة جنوبًا، وحتى بوابتها الغربية في "السياحية"، وسط أنباء عن انخراط تشكيلات مسلحة إضافية في القتال.
وفي محاولة لاحتواء التصعيد، دعت وزارة الدفاع في حكومة الوحدة الوطنية كافة الأطراف إلى الالتزام الفوري بوقف إطلاق النار، والابتعاد عن التصريحات التحريضية أو التحركات الميدانية التي قد تؤجج الأوضاع. كما شدد المجلس الرئاسي، بصفته القائد الأعلى للجيش، على ضرورة الوقف الفوري وغير المشروط للاشتباكات، مع الامتناع الكامل عن استخدام السلاح في المناطق المدنية.
وأفادت مصادر ميدانية بسقوط قذيفة على أحد أبراج "ذات العماد" في قلب طرابلس، دون أنباء مؤكدة عن وقوع إصابات.
ويرجع التصعيد الأخير إلى مقتل عبد الغني الككلي، المعروف بـ"غنيوة"، رئيس جهاز دعم الاستقرار سابقًا، واقتحام مقاره من قبل "اللواء 444" مدعومًا بالكتيبة 111 بقيادة عبد السلام الزوبي، وكيل وزارة الدفاع.
وعلى الرغم من عودة الهدوء النسبي صباح الثلاثاء، إلا أن الوضع انفجر مجددًا عقب صدور قرار من رئيس حكومة الوحدة، عبد الحميد الدبيبة، بحل جهاز الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة. وقد اعترض الجهاز على القرار، معتبرًا إياه انتقائيًا، وينطوي على استهداف مباشر لتشكيلات أمنية تنتمي لمدينة مصراتة دون غيرها.
وفي سياق متصل، دعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إلى وقف فوري لإطلاق النار، وحل الخلافات بالطرق السلمية، محذّرة من تداعيات التصعيد العسكري على المدنيين والمؤسسات.