سباق التسلح بين الجارتين النوويتين.. من الأقوى عسكريًا: الهند أم باكستان؟

كتب: مصطفى صلاح

تتصاعد حدة التوتر بين الهند وباكستان مجددًا، على خلفية الهجوم الإرهابي الذي شهدته منطقة كشمير مؤخرًا، وما أعقبه من تبادل للغارات العسكرية بين الجانبين. وفي ظل هذا التصعيد، تعود إلى الواجهة المقارنة بين القوتين العسكريتين للدولتين النوويتين اللتين خاضتا ثلاث حروب تقليدية، ولا تزال النزاعات الحدودية بينهما قائمة حتى اليوم.

ووفقًا لمؤشرات موقع "غلوبال فاير بور" المتخصص في الشؤون العسكرية، يحتل الجيش الهندي المرتبة الرابعة عالميًا، بينما يتمركز الجيش الباكستاني في المرتبة الثانية عشرة، ما يعكس تفوقًا عددًا وتجهيزًا للهند، إلا أن التوازن النووي يفرض معادلة مختلفة على الأرض.

الهند التي يفوق عدد سكانها 1.4 مليار نسمة، تعتمد على قوة بشرية متاحة تصل إلى 662 مليون نسمة، ويبلغ عدد الجنود العاملين في جيشها 1.4 مليون جندي، تدعمهم قوات احتياطية تتجاوز 1.1 مليون جندي. وعلى مستوى القوة الجوية، تمتلك نيودلهي 2229 طائرة حربية، من بينها 513 مقاتلة و130 طائرة هجومية، إضافة إلى أسطول مروحيات عسكرية يبلغ عدده 899 مروحية، منها 80 هجومية.

وفي البر، يمتلك الجيش الهندي أكثر من 4200 دبابة وقرابة 149 ألف مدرعة، إلى جانب 100 مدفع ذاتي الحركة، وقرابة 4000 مدفع ميداني، بالإضافة إلى 264 راجمة صواريخ. أما الأسطول البحري فيضم 293 قطعة بحرية، تشمل حاملتي طائرات، و14 فرقاطة، و13 مدمرة، و18 غواصة.

ترسانتها النووية تتكون من 172 رأسًا نوويًا، ويبلغ الإنفاق الدفاعي السنوي للهند نحو 75 مليار دولار، ما يضعها ضمن أكبر الدول إنفاقًا على التسليح عالميًا.

في المقابل، يبلغ عدد سكان باكستان نحو 252 مليون نسمة، وتستند قوتها البشرية إلى 108 ملايين شخص. ويضم جيشها 654 ألف جندي عامل، تدعمهم قوات احتياطية قوامها 550 ألفًا. وفي الجو، تمتلك إسلام آباد 1399 طائرة حربية، بينها 328 مقاتلة و90 هجومية، كما تملك 373 مروحية عسكرية منها 57 هجومية.

وفي البر، تمتلك باكستان 2627 دبابة ونحو 17.5 ألف مدرعة، بالإضافة إلى 662 مدفعًا ذاتي الحركة و2629 مدفعًا ميدانيًا، و600 راجمة صواريخ. أما بحريًا، فيضم أسطولها 121 قطعة، من ضمنها 8 غواصات و9 فرقاطات.

وترسانة باكستان النووية تشتمل على 170 رأسًا نوويًا، وتبلغ ميزانية دفاعها نحو 7.6 مليار دولار، بفارق شاسع عن نظيرتها الهندية.

ورغم التفوق العددي والتكنولوجي للهند، إلا أن توازن الرعب النووي بين البلدين يظل العامل الأكثر حسماً في تجنب مواجهة شاملة. ووفق دراسة أُجريت عام 2019 بالتعاون مع جامعة "راتغرز" الأمريكية، فإن نشوب حرب نووية بين البلدين قد يؤدي إلى مقتل 100 مليون إنسان على الفور، في كارثة إنسانية لا تقل خطرًا عن الحرب العالمية.