رابطة الجامعات الإسلامية تنظم ندوة حول دور الجامعات في ترسيخ السلم المجتمعي ببيت السناري

Oct 20, 2025 - 10:44
رابطة الجامعات الإسلامية تنظم ندوة حول دور الجامعات في ترسيخ السلم المجتمعي ببيت السناري

في أجواء فكرية راقية جمعت بين عبق المكان وثراء الفكرة، نظمت رابطة الجامعات الإسلامية ندوة بعنوان "دور الجامعات في ترسيخ السلم المجتمعي" مساء السبت 18 أكتوبر 2025، بمقر بيت السناري بحي السيدة زينب، بحضور نخبة من الأساتذة والمفكرين، وبإدارة الإعلامي أيمن عدلي أمين الإعلام بالرابطة.

شهدت الندوة حضورًا مميزًا من الأكاديميين والشخصيات العامة والمهتمين بقضايا التعليم والثقافة والإعلام، في إطار جهود الرابطة لتعزيز قيم التعايش والسلام ونشر ثقافة الحوار داخل المجتمعات الجامعية والعربية.

وخلال كلمته، أكد الأستاذ الدكتور سامي الشريف الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية، أن الجامعات ليست مجرد مؤسسات تعليمية، بل هي مؤسسات لبناء الإنسان وصناعة الوعي ونشر القيم الإنسانية العليا. وقال: "السلم المجتمعي لا يتحقق إلا بزراعة ثقافة الحوار وقبول الآخر، فالإسلام جاء رحمة للعالمين، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جسّد أسمى معاني التعايش والاحترام الإنساني."

وأضاف الشريف أن الرابطة تسعى عبر برامجها ومبادراتها إلى بناء وعي طلابي مستنير يقوم على الانفتاح والتفاهم المشترك، مشددًا على أن المرحلة الحالية تتطلب من الجامعات أن تكون في طليعة مواجهة الفكر المتشدد بالعلم والبحث والمعرفة.

من جانبه، أوضح الدكتور أحمد بلبولة، عميد كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، أن الطالب هو محور العملية التعليمية، وأن تطوير المناهج ضرورة ملحة لتعزيز قيم التسامح والابتكار، مؤكدًا أن كلية دار العلوم لم تعد تكتفي بتدريس التراث، بل أدرجت موضوعات حديثة مثل الذكاء الاصطناعي ومقارنة الأديان والحوار الثقافي لبناء طالب يجمع بين العلم والإيمان.

أما الدكتور حسين أمين، أستاذ الإعلام بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، فتحدث عن دور الإعلام في دعم السلم المجتمعي، مؤكدًا أن الإعلام الواعي يفتح نوافذ للحوار لا معارك للكراهية، داعيًا إلى تجديد الخطاب الإعلامي بما يواكب العصر ويحافظ على أخلاقيات المهنة.

وفي مداخلة ثرية، شدّد الدكتور محمد زينهم، أستاذ الفنون التطبيقية بجامعة حلوان، على أن الفن هو لغة الشعوب وأداة راقية لتحقيق السلم المجتمعي، قائلاً: "حين يتشابك الفن مع الإيمان يتحرر الدين من الجمود، وتصبح الثقافة طريقًا إلى النور والسلام."

وفي ختام الندوة، أجمع المشاركون على أن الجامعة ليست جدرانًا للتلقين، بل جسورًا نحو المجتمع، ورسالتها الحقيقية هي بناء إنسان مستنير يؤمن بالحوار ويحتضن الاختلاف كقيمة إنسانية عليا.

تأتي هذه الندوة في إطار رسالة رابطة الجامعات الإسلامية الرامية إلى بناء الإنسان الجامعي الواعي القادر على الإسهام في ترسيخ السلم المجتمعي على المستويين الوطني والعالمي، وتعزيز القيم السلوكية والثقافية التي تنهض بالأمة.