دراسة حديثة تكشف: فيروس الإيبولا قد ينتقل عبر التلامس الجلدي المباشر

Feb 3, 2025 - 16:38
Feb 3, 2025 - 17:33
دراسة حديثة تكشف: فيروس الإيبولا قد ينتقل عبر التلامس الجلدي المباشر

كتبت: أمنية شكري

الإيبولا هو مرض نزفي مميت يسببه فيروس موجود في أجزاء من شرق ووسط وغرب أفريقيا. على الرغم من أن الفيروس معروف بأنه ينتقل بشكل رئيسي من خلال ملامسة سوائل جسم المصابين، فإن الأوبئة الأخيرة -بما في ذلك تلك التي وقعت في غرب أفريقيا بين 2013-2016- كشفت عن طريق انتقال محتمل آخر. حيث اكتشف الباحثون أن فيروس الإيبولا المعدي (EBOV) يمكن أن يوجد على سطح الجلد، خاصة في الأفراد الذين هم في مراحل متأخرة من المرض أو بعد الوفاة. وعلى الرغم من هذا الاكتشاف، فإن العملية التي ينتشر بها الفيروس من الجسم إلى سطح الجلد لا تزال غير مفهومة بشكل جيد.

أجرى باحثون من جامعة آيوا في مجال الرعاية الصحية بالتعاون مع معهد تكساس للبحوث الطبية وجامعة بوسطن دراسة جديدة تتبع مسارات الخلايا التي يستخدمها فيروس الإيبولا للتحرك عبر طبقات الجلد والوصول إلى سطحه. حددت الدراسة نوع الخلايا الجلدية التي يستهدفها الفيروس، وأظهرت أن الجلد البشري يدعم بشكل نشط إصابة فيروس الإيبولا. كما أظهرت نتائج الدراسة -التي نُشرت في 1 يناير في مجلة Science Advances- أن سطح الجلد قد يكون أحد الطرق الرئيسية التي ينتقل من خلالها الفيروس بين البشر. 

دور خلايا الجلد في انتشار فيروس الإيبولا 

قال الدكتور ويندي موراي -أستاذ الميكروبيولوجيا والمناعة بجامعة إلينوي والباحث الرئيسي في الدراسة: الجلد هو أكبر عضو في الجسم، لكن دراساتنا حوله أقل بكثير مقارنة بمعظم الأعضاء الأخرى. لم تتم دراسة تفاعل فيروس الإيبولا مع خلايا الجلد بشكل موسع من قبل. وأضافت: عملنا يقدم دليلاً على آلية خروج الفيروس من الجسم. والفهم الكامل للخلايا المستهدفة خلال الإصابة بالفيروس أمر بالغ الأهمية لتطوير أساليب علاجية فعالة.

التكنولوجيا المتقدمة تكشف عن مسار فيروس الإيبولا

قام فريق البحث بقيادة الدكتور موري والدكتور كيلي ميسينغهام -أستاذ أبحاث الأمراض الجلدية في جامعة إلينوي- بتطوير طريقة جديدة لفحص الخلايا الموجودة داخل الجلد المصابة بفيروس الإيبولا. واستخدموا خزعات الجلد كاملة السمك من أفراد أصحاء، لإنشاء نظام زراعة جلد بشري يشمل الجلد العميق (طبقة الأدمة) والسطحي (طبقة البشرة).

ولدراسة كيفية انتقال فيروس الإيبولا عبر الجلد، وضعوا الطعوم في وسط زراعي وأضيفوا جزيئات الفيروس إلى الوسط، مما سمح لها بالدخول إلى الجلد من الأسفل، محاكين بذلك عملية انتقال الفيروس من الدم إلى سطح الجلد. واستخدم الباحثون تقنيات تتبع الفيروسات ووضع علامات على الخلايا لتتبع رحلة الفيروس من طبقات الجلد إلى السطح العلوي للجلد، وتحديد الخلايا التي أصيبت بالعدوى بمرور الوقت.

تحديد الخلايا الرئيسية المصابة بفيروس الإيبولا

تشير الدراسات السريرية والحيوانية السابقة إلى أن خلايا الجلد قد تُصاب بفيروس الإيبولا، ولكن لم يتم تحديد الخلايا المستهدفة بشكل دقيق.

في هذه الدراسة الجديدة، اكتشف الفريق أن فيروس الإيبولا يصيب عدة أنواع من الخلايا في الطعوم الجلدية، بما في ذلك الخلايا البلعمية والخلايا البطانية والخلايا الليفية والخلايا الكيراتينية. في حين وجد أن بعض هذه الأنواع من الخلايا مصابة بفيروس الإيبولا في أعضاء أخرى، إلا أن الخلايا الكيراتينية الموجودة في الجلد لم تكن تعتبر سابقًا من الخلايا التي تدعم الإصابة بفيروس الإيبولا.

التداعيات على الأبحاث والعلاج في المستقبل

من المثير للاهتمام أن تكاثر الفيروس في طبقة البشرة كان أقوى من تكاثره في الطبقة الأدمة على أساس الوزن لكل غرام. علاوة على ذلك، تم الكشف عن الفيروس القابل للعدوى على سطح البشرة خلال 3 أيام، مما يشير إلى أن الفيروس ينتشر بسرعة وينتقل عبر الطعوم إلى سطح الجلد. أظهر الباحثون أيضًا أن الطعوم الجلدية البشرية يمكن أن تعمل كنموذج عضوي ثلاثي الأبعاد معقد لدراسة فعالية الأدوية المضادة للفيروسات ضد فيروس الإيبولا، مما يوفر نظامًا نموذجيًا جديدًا ومفيدًا للغاية ورخيصًا للاختبارات العلاجية.

خاتمة حول تفاعل فيروس الإيبولا مع خلايا الجلد

أخيرًا ركز الفريق البحثي على تفاعل فيروس الإيبولا مع نوعين محددين من خلايا الجلد (الخلايا الليفية والخلايا الكيراتينية)، وحددوا المستقبلات الخاصة على هذه الخلايا التي تسمح بامتصاص الفيروس.

قال ميسينغهام: تستكشف هذه الدراسة دور الجلد كطريق محتمل لعدوى فيروس الإيبولا، وتحدد لأول مرة العديد من أنواع الخلايا في الجلد التي تسمح بالإصابة، موضحًا بذلك آلية انتقال الفيروس إلى سطح الجلد وقد تفسر الانتقال البشري عبر التلامس الجلدي.