د. جيهان مديح تكتب: هل لحظة هياج تنتهى بالقتل؟..ام هى لحظة انفعال لموقف صادم يخرجك عن شعورك
سؤال: لماذا يقتل الإنسان هل هى لحظة جنون هل لحظة غضب شديده هل لحظة هياج تنتهى بالقتل
هل لحظة انفعال لموقف صادم يخرجك عن شعورك
هى شعره بين القتل واللحظه التى تسبقها
في حادثة صادمة وغريبة على مجتمعنا، شهدت محافظة الأقصر جريمة دموية بشعة، حيث أقدم شخص على ذبح جاره بطريقة وحشية أثارت ذعر وصدمة أهالي المنطقة. الواقعة لم تتوقف عند الجريمة فقط، بل تصاعدت ردود الأفعال حولها بين الاستنكار والدهشة، وبين آخرين اختاروا تسجيل وتصوير المشهد بدلًا من التدخل أو المساعدة.
جريمة تهز الضمير المجتمعي
الأمر لم يعد مجرد حادث فردي أو تصرف استثنائي؛ هذه الجريمة تفتح أبوابًا واسعة للنقاش حول الأسباب التي تدفع أفراد المجتمع للوصول إلى هذا المستوى من العنف.
• ما الذي أدى إلى هذا الانفجار العنيف؟
• هل هو الغضب المكبوت؟
• تراكم مشكلات اجتماعية واقتصادية؟
• أم خلل نفسي لدى الجاني؟
الجريمة تعكس خللًا عميقًا يحتاج لدراسة وتحليل معمق.
ظاهرة التصوير بدل التدخل
الأكثر غرابة أن الواقعة كشفت عن جانب آخر مقلق: انتشار التصوير في المواقف الحرجة بدلًا من محاولة التدخل أو تقديم المساعدة.
• هل أصبح التصوير أول رد فعل في الأزمات؟
• بدلًا من محاولة إنقاذ الضحية أو تهدئة الموقف، اختار البعض توثيق المشهد، وكأن الفعل الإنساني أصبح أقل أهمية من مشاركة الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي.
• هذا السلوك يدعو للتساؤل: أين ذهب الضمير الإنساني والمسؤولية المجتمعية؟
أبعاد يجب مناقشتها
1. العنف المتزايد في المجتمع:
• هل أصبح العنف لغة للتعبير عن الغضب أو لحل النزاعات؟
• ما دور الفقر والبطالة والتوترات اليومية في تضخيم السلوك العدواني؟
2. غياب الوعي النفسي:
• كثير من الجرائم العنيفة تكون ناتجة عن اضطرابات نفسية غير معالجة.
• هل نحن بحاجة لدمج التوعية النفسية في مدارسنا ومجتمعاتنا لتجنب مثل هذه الكوارث؟
3. ضعف التدخل المجتمعي:
• أين دور الجيران والأصدقاء في تهدئة الخلافات قبل تفاقمها؟
• هل الخوف أو اللامبالاة أصبحا سببًا في ترك الأمور تتصاعد؟
4. الإعلام والسوشيال ميديا:
• التصوير والمشاركة بدلًا من التدخل يكشف عن خلل في القيم الاجتماعية.
• كيف نُعيد ترتيب الأولويات، بحيث يكون “الفعل الإنساني” أكثر أهمية من السبق الإعلامي أو السوشيال ميديا؟
رسالة إلى المجتمع
هذه الواقعة ليست مجرد خبر يمر علينا، لكنها صرخة للتوقف والتفكير:
• كيف وصلنا إلى هذا الحد؟
• ما الذي يمكننا فعله لمنع تكرار مثل هذه الجرائم؟
• كيف نعيد تعزيز قيم الإنسانية والرحمة في نفوسنا ونفوس أبنائنا؟
دعوة للتحرك
•ضرورة التحقيق العميق في الواقعة والبحث عن الأسباب الحقيقية خلف هذه الجريمة.
• للمجتمع المدنى : العمل على زيادة التوعية بأهمية التدخل الإيجابي في المواقف الحرجة، ومحاربة السلوكيات السلبية مثل التصوير بدلاً من الإنقاذ.
• للأسر: دوركم في غرس قيم الرحمة، وضبط النفس، والتسامح في أبنائكم.
نحتاج إلى وقفة جادة مع أنفسنا كمجتمع، لأن مثل هذه الجرائم ليست مجرد أفعال فردية، بل انعكاس لحالة تحتاج إلى إصلاح عميق وشامل.