تشخيص الأمراض المناعية الذاتية: خطر التشخيص الخاطئ كأمراض نفسية

كتبت: أمنية شكري
دراسة جديدة تبرز أهمية التشخيص المبكر لأمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة والتهاب الأوعية الدموية.
أظهرت أبحاث جديدة أن هناك "فجوة كبيرة في التواصل وسوء الفهم" بين الأطباء والمرضى، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى تشخيص خاطئ للأمراض المناعية الذاتية على أنها أمراض نفسية أو جسدية نفسية. يؤدي هذا التشخيص الخاطئ إلى تأثيرات نفسية وصحية طويلة الأمد على المرضى.
أمراض المناعة الذاتية الروماتيزمية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، الذئبة، والتهاب الأوعية الدموية تتسبب في التهاب مزمن يؤثر على جهاز المناعة ويمكن أن يضر بأعضاء الجسم وأنسجته. لكن تشخيص هذه الأمراض قد يكون صعبًا بسبب تنوع الأعراض التي تشمل التعب الشديد والاكتئاب، والتي يصعب تحديدها على أنها أعراض جسدية فقط.
التشخيص الخاطئ وتأثيره على الصحة النفسية والجسدية
أظهرت دراسة حديثة أجريت على أكثر من 3000 مريض وطبيب أن المرضى الذين تم تشخيصهم بشكل خاطئ يعانون من مستويات أعلى من الاكتئاب والقلق، ويعانون من انخفاض في مستويات الصحة النفسية بشكل عام. كما أشار بعض المرضى إلى أنهم شعروا باللوم على أنفسهم بسبب تشخيصهم الخاطئ. واحدة من المرضى قالت: "قال لي أحد الأطباء إنني السبب في الألم، ولا أستطيع نسيان هذه الكلمات حتى اليوم."
تأثير التشخيص الخاطئ على الثقة في الأطباء
أكدت الدراسة أن أكثر من 80% من المرضى يشعرون بتأثير كبير على احترامهم لذاتهم بعد التشخيص الخاطئ، وأن 72% منهم يعانون من القلق المستمر بسبب هذه الأخطاء الطبية. العديد منهم يتجنبون زيارة الأطباء في المستقبل بسبب فقدان الثقة في النظام الطبي.
الدعوة لتغيير الطريقة التي يتم بها تشخيص الأمراض المناعية الذاتية
دعت الدراسة الأطباء إلى زيادة الوعي بأعراض الأمراض المناعية الذاتية، مشيرة إلى أن الأطباء يجب أن يكونوا أكثر حذرًا في تشخيص هذه الأمراض في مراحلها المبكرة. حيث شدد الدكتور ميلاني سلون من جامعة كامبريدج على أهمية استماع الأطباء بعناية للمرضى والبحث عن إشارات قد تكون خفية.
أهمية التشخيص المبكر والدعم النفسي للمرضى
من خلال تقديم دعم نفسي وتوجيهات علاجية للمرضى، يمكن للعديد من الآثار السلبية الناتجة عن التشخيص الخاطئ أن تقل بشكل كبير. كما يجب أن توفر خدمات الرعاية الصحية المزيد من الأطباء النفسيين والعلاج بالمحادثة للمرضى الذين تم تشخيصهم خطأً.
أهمية إعادة بناء الثقة بين الأطباء والمرضى
في بعض الحالات، يمكن استعادة الثقة بين الأطباء والمرضى بعد التشخيص الخاطئ. أشار أحد المرضى إلى كيف أن الطبيب الذي أخطأ في تشخيصه قد فوجئ عند سماعه النقد، لكن بعد أن استمع بعناية واعتذر، تحولت الندوب التي خلفها التشخيص الخاطئ إلى تجربة إيجابية.
التوصيات للمستقبل
يقترح الباحثون عدة استراتيجيات لتحسين دعم مرضى الأمراض المناعية الذاتية:
التواصل الفعّال بين الأطباء والمرضى حول التشخيصات السابقة.
التركيز على الدعم النفسي للمرضى الذين يعانون من تأثيرات التشخيص الخاطئ.
تدريب الأطباء على التعرف على أعراض الأمراض المناعية الذاتية في مراحلها المبكرة لتقليل مخاطر التشخيص الخاطئ.
الخلاصة
إن الأمراض المناعية الذاتية مثل الذئبة والتهاب الأوعية الدموية تحتاج إلى المزيد من الوعي والتدريب من قبل الأطباء لضمان تشخيص صحيح في وقت مبكر. من خلال الدعم النفسي المناسب، يمكن تقليل التأثيرات النفسية طويلة الأمد على المرضى، وتحسين جودة الحياة لهم. زيادة الوعي الطبي والتدريب المستمر قد يساعد في تقليل الأخطاء الطبية وتحسين الثقة بين الأطباء والمرضى.