الديودراما.. سر تألق عروض ناصر عبد الحفيظ في المسرح الثري
كتب: مصطفى صلاح
أكد المخرج ناصر عبد الحفيظ أن المسرح يلعب دورًا محوريًا في تثقيف الشعوب، والغوص في مشكلاتها، وتقديم حلول غير مباشرة لها، مشيرًا إلى أن الثنائيات المسرحية كانت أحد أسرار النجاح النقدي والجماهيري الذي حققته عروضه الثلاثة الأخيرة ضمن مشروع المسرح الثري، حيث مزجت بين الكوميديا والغناء والاستعراض، مما منح الجمهور تجربة تجمع بين البهجة والدهشة، مع الحفاظ على رسالة هادفة تحملها كل مسرحية.
وأوضح أنه تناول مؤخرًا قضية الطلاق وآثاره السلبية على الأفراد والمجتمع، من خلال سلسلة مسرحيات بدأت بـ**"وجوه"** التي حصدت العديد من الجوائز المحلية والدولية، تلتها مسرحية "متجوزين واللا..!"، وأخيرًا "الجوازة باظت"، والتي لاقت صدى واسعًا بين الجمهور والنقاد.
وفي حديثه لبرنامج "مصر جميلة"، أشار عبد الحفيظ إلى أن ارتفاع معدلات الطلاق في المجتمع بالفترة الأخيرة دفعه إلى طرح هذه القضية بطريقة كوميدية هادفة، حيث تسلط "الجوازة باظت" الضوء على المخاطر النفسية والاجتماعية للطلاق، خاصة على الأبناء، كما تؤكد أن الحب والتفاهم هما حائط الصد الأساسي أمام تحديات الحياة الزوجية. وكشف عن موقف مؤثر حدث خلال أحد العروض، حيث دفع مشهد مؤثر عن انفصال الأبوين زوجين منفصلين إلى إعادة التفكير والعودة لبعضهما، وهو ما يعكس قوة الفن وقدرته على التأثير الإيجابي في سلوكيات المشاهدين.
كما عبّر عن قلقه تجاه الجمود الذي أصاب الإنتاج الفني في مصر خلال السنوات الأخيرة، حيث تأثرت قطاعات مثل التليفزيون المصري، ومدينة الإنتاج الإعلامي، والمسرح الخاص بسبب القوانين التي قيدت الحركة الإبداعية، مؤكدًا أن استمرار جهود المواهب الشابة هو ما حافظ على بقاء المشهد الفني، داعيًا الدولة إلى إعادة النظر في دعم الفن لاستعادة دور مصر الريادي وقوتها الناعمة في العالم العربي.
وأشارت العديد من المقالات النقدية إلى أسلوب مختلف ومبتكر في العروض الثلاثة، حيث اعتمدت على الانتقالات السريعة بين الثنائيات المسرحية، وهو ما يعكس لغة العصر التي يواكبها المسرح، وخاصة من خلال "الديودراما"، التي برزت كأحد العناصر المميزة في تجربة ناصر عبد الحفيظ المسرحية.
يُذكر أن برنامج "مصر جميلة" يُعرض على شاشة القناة الثانية، من تقديم طارق النبوي.
