الإرهاب الكيميائي: تقييم استراتيجيات الولايات المتحدة في عصر المنافسة بين القوى العظمى
كتبت: أمنية شكري
أصدرت الأكاديمية الوطنية للعلوم والهندسة والطب في الولايات المتحدة مؤخرًا تقريرًا بعنوان "الإرهاب الكيميائي: تقييم إستراتيجيات الولايات المتحدة في عصر المنافسة بين القوى العظمى (2024)".
ويشير التقرير إلى أن استخدام المواد الكيميائية من قبل الجماعات المتطرفة أو الإرهابية سواء داخل الولايات المتحدة أو خارجها يشكل خطرًا أكبر مقارنة بالأسلحة البيولوجية أو الإشعاعية.
وأثبتت إستراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية وسياساتها وقوانينها قدرة الولايات المتحدة على تحديد التهديدات الكيميائية ومنعها ومكافحتها والرد عليها بشكل مناسب.
ورغم أن عدد الحوادث المتعلقة بالإرهاب الكيميائي قد شهد تقلبات عبر الزمن، فلا توجد دلائل على أن هذا التهديد قد اختفى.
كما يشير التقرير إلى أن غالبية الحوادث الكيميائية في الولايات المتحدة ليست ناتجة عن الإرهاب، بل هي نتيجة لحوادث، حوادث نقل أو ظواهر طبيعية أدت إلى انبعاثات كيميائية بين عامي 2012 و2022، تسببت هذه الحوادث في وفاة حوالي 100 شخصا وإصابة نحو 2000 شخصا.
وتعرف الدراسة الرد على حوادث الإرهاب الكيميائي بأنه القدرة على تقليل التأثيرات إلى الحد الأدنى، والحفاظ على العمليات، ودعم إجراءات المتابعة. وتوصلت اللجنة إلى أن الإستراتيجيات الحالية في الولايات المتحدة، وخطط العمل، والموارد الأخرى تساعد في بناء شبكة من فرق الطوارئ المدربة للتعامل مع الحوادث الكيميائية بمختلف أسبابها، لكن هناك حاجة للتحسين في بعض المجالات مثل: مشاركة المستجيبين الأوائل، جمع المعلومات الاستخبارية، تدفق المعلومات، والتنسيق بين الوكالات.
ويصدر التقرير في وقت يتحول فيه التركيز الإستراتيجي الوطني الأمريكي من مكافحة الجماعات العنيفة المتطرفة إلى التركيز الأكبر على المنافسة بين القوى العظمى.
وسيؤثر هذا التحول في فهم التهديدات وتعديل الأولويات على الجهود لمكافحة الإرهاب الكيميائي وبالتالي على تخصيص الموارد المالية. وتبين المواد التي استعرضتها اللجنة أن التفاصيل غير كافية، وأنه من غير الممكن إجراء تقييم قوي للميزانية التي قد تكون مطلوبة للتنفيذ الفعال للإستراتيجية، خاصة بالنسبة لمهام المكتب التي تغطي التهديدات الكيميائية والبيولوجية على السواء.
ومن الضروري مراجعة تقييم المخاطر وإعادة ترتيب أولويات المخاطر في ظل توجيهات الإستراتيجية الجديدة من أجل إعداد ميزانية متوافقة مع الإستراتيجية.
ويُوصي التقرير بأن تتماشى ميزانيات الأسلحة المدمرة الشاملة مع الأولويات المتغيرة، وأن يتم تشجيع الأنشطة التي تهدف إلى تحويل نتائج الأبحاث الواعدة إلى تطبيقات عملية.
المصدر: الأكاديمية الوطنية للعلوم والهندسة والطب (NASEM)
https://mp.weixin.qq.com/s/b3KpMcKNPpm7OCVh-CIq_A?fbclid=IwZXh0bgNhZW0CMTAAAR3578OTOZisdx6wY_bskkOaYQSYlgllyqyPPAFXAaZ2TjYLHBYQkLKxrMI_aem_Hm4S6_13IqgwBKGz7gqtzA