الأزهر يحذر من تداعيات استهداف «المحكمة الجنائية الدولية» ويؤكد خطورة تقويض العدالة الدولية
كتب: د. مجدي كامل الهواري
أصدر «الأزهر الشريف» بيانًا عاجلًا أعرب فيه عن قلقه البالغ إزاء التهديدات التي تتعرض لها «المحكمة الجنائية الدولية»، محذرًا من خطورة استهداف المؤسسات الدولية التي تلعب دورًا محوريًا في حفظ الأمن والسلام العالميين. وأكد البيان أن «المحكمة الجنائية الدولية» قامت بدور بارز في كشف الانتهاكات بحق الفلسطينيين في غزة وفرض عقوبات منصفة، مشددًا على أن محاولات فرض عقوبات عليها أو عرقلة عملها تمثل تهديدًا خطيرًا للاستقرار الدولي.
وحذّر «الأزهر» من التداعيات السلبية لهذه التحركات، والتي قد تؤدي إلى تآكل الثقة في «المؤسسات الدولية»، وإضعاف «النظام العالمي» القائم على سيادة القانون، مما قد يفسح المجال لهيمنة منطق القوة والسلاح على حساب الحقوق والعدالة. كما اعتبر البيان أن مثل هذه الإجراءات قد تخلق مناخًا عالميًا غير مستقر، تتحكم فيه المصالح السياسية بدلاً من المبادئ القانونية والإنسانية.
ودعا «الأزهر» إلى وقف التصريحات والقرارات التي تستهدف «المحكمة الجنائية الدولية»، ورفض أي محاولات للضغط عليها عبر التهديد بقطع التمويل أو التدخل في عملها، مؤكدًا ضرورة التزام جميع الدول بقرارات «المؤسسات القضائية الدولية» واحترام نزاهتها واستقلالها.
ويأتي هذا التحذير في أعقاب قرار الرئيس الأمريكي السابق «دونالد ترامب» بفرض عقوبات على «المحكمة الجنائية الدولية»، وهو ما أثار موجة من الانتقادات الدولية، باعتباره انتهاكًا لاستقلال «القضاء الدولي» وتقويضًا لدوره في تحقيق العدالة ومحاسبة مرتكبي «الجرائم الدولية».
وفي ختام بيانه، شدد «الأزهر» على أهمية حماية «المؤسسات القانونية الدولية» من أي ضغوط سياسية، مشيرًا إلى أن استمرار مثل هذه السياسات يهدد بتقويض الجهود الرامية إلى تحقيق العدالة والسلام، ويزيد من معاناة الشعوب التي تبحث عن إنصاف حقوقها المشروعة عبر الأطر القانونية الدولية.
