الأزهر الشريف منارة العلم و العلماء

Nov 22, 2024 - 08:26
الأزهر الشريف منارة العلم و العلماء

كتب : د . مجدى كامل الهوارى 

الأزهر الشريف هو أحد أعرق المؤسسات الإسلامية في العالم وأقدم جامعة قائمة حتى اليوم . يأتى اليه كل طلاب العلم من مختلف دول العالم ..

 تأسس الأزهر عام 359 هـ / 970 م على يد جوهر الصقلي، قائد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله، كمسجد جامع في مدينة القاهرة التي كانت حديثة التأسيس آنذاك. وقد أطلق عليه اسم "الأزهر" نسبةً إلى السيدة فاطمة الزهراء، ابنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، التي ينتسب إليها الفاطميون.

مراحل تطور الأزهر :

1. الفترة الفاطمية (358 هـ - 567 هـ / 969 م - 1171 م) :

تأسس الأزهر ليكون مركزاً لنشر المذهب الشيعي الإسماعيلي الذي كان مذهب الدولة الفاطمية.

أصبح مكاناً للصلاة و التدريس، حيث بدأت فيه أول حلقات العلم عام 975 م.

2. الفترة الأيوبية (567 هـ - 648 هـ / 1171 م - 1250 م) :

مع سقوط الدولة الفاطمية وصعود الأيوبيين، قام صلاح الدين الأيوبي بتقليص دور الأزهر لإضعاف المذهب الشيعي.

توقف التدريس في الأزهر لفترة زمنية طويلة.

3. الفترة المملوكية (648 هـ - 923 هـ / 1250 م - 1517 م) :

أعيد إحياء دور الأزهر كمركز علمي رئيسي، وتم اعتماده لتدريس المذهب السني.

شهد توسعاً كبيراً في حلقات التدريس، وبرز كواحد من أهم المؤسسات التعليمية في العالم الإسلامي.

4. الفترة العثمانية (923 هـ - 1213 هـ / 1517 م - 1798 م) :

استمر الأزهر في الازدهار خلال الحقبة العثمانية، وأصبح مرجعية دينية وعلمية.

توسعت مناهجه لتشمل العلوم الدينية والدنيوية.

5. عصر النهضة والإصلاح (القرن الـ19 وحتى اليوم ) :

في عهد محمد علي باشا، بدأت محاولات لإصلاح الأزهر وتنظيمه.

تطورت المناهج مع إدخال العلوم الحديثة.

في عهد الشيخ محمد عبده (1899 - 1905) حدثت إصلاحات كبرى شملت تحديث التعليم وإصلاح الإدارة.

6. الأزهر اليوم :

  يُعتبر الأزهر الشريف مؤسسة تعليمية ودينية عالمية تضم جامع الأزهر وجامعته الحديثة التي تقدم تخصصات متنوعة.

يلعب دوراً محورياً في نشر الإسلام الوسطي ومواجهة التطرف.

يضم علماء ومؤسسات متخصصة في الإفتاء والبحث العلمي وخدمة المجتمع.

الأهمية:

للأزهر دور بارز في الحفاظ على التراث الإسلامي ونشره.

يقدّم الأزهر نفسه كمرجعية للوسطية والاعتدال في العالم الإسلامي.

يشارك في القضايا الاجتماعية والسياسية باعتباره صوتاً للضمير الديني .

* أول من تولى منصب شيخ الأزهر كان الشيخ محمد بن عبد الله الخراشي، الذي عُيّن في هذا المنصب عام 1090 هـ / 1679 م خلال فترة الحكم العثماني.

الشيخ الخراشي يُعتبر شخصية مرموقة في التاريخ الإسلامي، وقد كان معروفاً بعلمه و ورعه و نصرة المظلومين و رد الحقوق لأصحابها . حتى ذاع صيته فى ربوع البلاد و كانوا يستنجدون بأسمة لرد الحق و ينادون عليه يا خراشى .

تولى مشيخة الأزهر لإدارة شؤون التعليم والعلماء، وكان له دور بارز في تنظيم التعليم الأزهري وترسيخ تقاليد هذا المنصب.

عدد مشايخ الأزهر منذ إنشاءه حتى الآن (2024)، بلغ عدد مشايخ الأزهر 48 شيخاً، يتولى كل منهم المسؤولية في أوقات مختلفة تبعاً للظروف السياسية والاجتماعية.

أبرز مشايخ الأزهر في التاريخ الحديث :

1. الشيخ حسن العطار (1830-1835): بدأ عملية تطوير التعليم الأزهري.

2. الشيخ محمد عبده (1899-1905): قاد حركة إصلاح واسعة داخل الأزهر.

3. الشيخ محمود شلتوت (1958-1963): ركز على التقريب بين المذاهب الإسلامية وفتح أبواب الأزهر أمام الطلاب من جميع أنحاء العالم.

4. الشيخ أحمد الطيب (2010 - حتى الآن): يقود الأزهر في قضايا التجديد الديني ومواجهة التطرف.