اشتباكات مسلحة واحتجاجات.. تحدٍ جديد يواجه القيادة السورية الجديدة
كتبت: أسماء الحديدي
شهدت مناطق عدة في سوريا، بما في ذلك حماة وحمص وطرطوس، تصعيدًا ملحوظًا تمثل في مظاهرات واشتباكات مسلحة، ما يعد اختبارًا حقيقيًا للقيادة الجديدة التي تولت السلطة بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد في 8 ديسمبر الجاري.
وأفادت مصادر إعلامية سورية بأن القوات الأمنية شنت حملة واسعة في المنطقة الساحلية وأرياف حمص، حيث قُتل عدد من عناصرها في كمين نُسب إلى مجموعات مسلحة مرتبطة بالنظام السابق في قرية بلقسة. وأكدت وكالة الأنباء الرسمية “سانا” وقوع اشتباكات عنيفة بين القوات الأمنية والمسلحين، أسفرت عن مقتل اثنين وإصابة عشرة آخرين، موضحة أن الحملة تهدف إلى فرض الأمن وإعادة الاستقرار إلى المناطق المضطربة.
في الوقت ذاته، أفادت مصادر محلية في حمص بسقوط أربعة قتلى من القوات الأمنية خلال المواجهات مع ما وصفته بـ”فلول النظام”، مشيرة إلى أن تعزيزات عسكرية كبيرة أُرسلت إلى المنطقة للسيطرة على الوضع. كما نقلت وسائل إعلام محلية عن مسؤول أمني أن الحملة شملت بلدات غربي حمص مثل القبو وبلقسة، بهدف ملاحقة المجموعات المسلحة المتهمة بالضلوع في جرائم اختطاف وسرقة، وتمكن القوات من القبض على عدد من المطلوبين والقضاء على آخرين.
حملة أمنية واسعة
وفي حماة، أكدت الجهات الأمنية أنها رصدت مواقع تُستخدم كنقاط انطلاق لتنفيذ عمليات إجرامية تزعزع استقرار المدينة، مشيرة إلى القبض على مشتبه بهم وضبط أسلحة غير مرخصة. وأعلنت وزارة الداخلية عن إطلاق حملة أمنية في ريف دمشق تستهدف نزع السلاح غير الشرعي والقبض على مثيري الفوضى، مع تحديد مهلة أربعة أيام لتسليم المطلوبين أنفسهم.
اضطرابات ومظاهرات شهدت مدن سورية عدة، منها اللاذقية وطرطوس وجبلة، مظاهرات واضطرابات رافقها إطلاق نار، بعد انتشار مقطع فيديو يظهر حريقًا داخل ضريح ديني للطائفة العلوية في حلب، ما أثار حالة من التوتر. واتهمت وزارة الداخلية مجموعات مرتبطة بالنظام السابق بالتعاون مع أطراف خارجية لإثارة الفوضى وزعزعة السلم الأهلي في البلاد.
وفي سياق الأحداث، ذكرت الوزارة أن دورياتها تعرضت لهجمات مسلحة في أرياف طرطوس، ما أدى إلى مقتل 14 عنصرًا أمنيًا وإصابة 10 آخرين. تأتي هذه التطورات في ظل محاولات القيادة الجديدة لإعادة الاستقرار إلى البلاد وسط تحديات أمنية وسياسية معقدة.
وأكد عمار بدور، أحد قادة الطائفة العلوية، أن اللقاء مع محافظ اللاذقية يعكس رغبة الجميع في التعاون لبناء سوريا الجديدة والمستقلة. وأوضح أن “التجاوزات التي وقعت لا تمثل الطائفة”، مضيفًا: “أولويتنا الحقيقية ليست إعادة بناء المباني والمقامات فقط، بل الأهم هو بناء الإنسان. فالمباني يمكن إعادة تشييدها، لكن إذا انهار الإنسان، فلا سبيل لإعادة بنائه”.