استعادة الخرطوم.. الجيش السوداني يُعيد رسم خريطة النفوذ بعد عامين من الحرب
في تطور ميداني كبير يُعيد تشكيل المشهد السوداني، أعلن الجيش السوداني بسط سيطرته الكاملة على العاصمة الخرطوم، بعد نحو عامين من القتال العنيف مع قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي".
ويُمثل هذا الانتصار العسكري نقطة تحول حاسمة، ليس فقط في المعادلة الأمنية، بل في مصير السودان السياسي والإنساني أيضًا.
وأكدت مصادر عسكرية استعادة الجيش لعدد من المواقع الاستراتيجية داخل العاصمة، من بينها القصر الجمهوري، ومطار الخرطوم الدولي، إلى جانب مبانٍ حكومية ومؤسسات كانت خاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023، بحسب ما ورد عن "ماعت جروب".
وجاءت هذه السيطرة بعد معارك عنيفة شهدتها مناطق متفرقة من الخرطوم وأم درمان وبحري، والتي كانت تمثل خطوط التمركز الرئيسية لقوات حميدتي، ما جعل استعادتها تطورًا نوعيًا على الأرض.
ويرى محللون أن هذا التقدم يُعد ضربة قوية للدعم السريع، ويُقوّي موقف الجيش على طاولة أي مفاوضات قادمة، خاصة بعد انحسار تواجد تلك القوات في بعض مناطق غرب السودان، وعلى رأسها دارفور.
وسط هذا التحول، يبرز تساؤل مصيري: هل يواصل الجيش تحركاته العسكرية لحسم المعركة بالكامل، أم يتجه نحو طاولة المفاوضات تحت ضغط المجتمع الدولي والظروف الإنسانية المتدهورة؟
فالوضع الإنساني في السودان بلغ مستويات حرجة، مع انهيار اقتصادي واسع، ونقص حاد في الخدمات، ونزوح الملايين داخليًا وخارج البلاد، مما يدفع باتجاه تحركات دبلوماسية متوقعة خلال الأيام القادمة برعاية أطراف إقليمية ودولية.
ومع تصاعد هذه التحولات، تظل قدرة الأطراف السودانية على التفاهم وتقديم التنازلات عنصرًا حاسمًا لتجنب المزيد من التدهور، وإعادة البلاد إلى مسار الانتقال السياسي الآمن.
