إرتفاع منسوب النيل يُغرق 648 فدانًا بالمنوفية بسبب أمطار إثيوبيا

أبريل 12, 2025 - 17:04
إرتفاع منسوب النيل يُغرق 648 فدانًا بالمنوفية بسبب أمطار إثيوبيا

كتب: د. مجدي كامل الهواري

شهدت محافظة المنوفية أزمة زراعية حادة بعد غرق مئات الأفدنة من الأراضي الزراعية، نتيجة الارتفاع المفاجئ في منسوب مياه نهر النيل، الناتج عن الأمطار الموسمية الغزيرة في الهضبة الإثيوبية، والتي رفعت تصريفات المياه إلى مستويات غير مسبوقة.

وأعلنت مصادر في وزارة الزراعة أن ما لا يقل عن 648 فدانًا من أراضي طرح النهر قد غمرتها المياه، وأُتلفت محاصيلها بالكامل، في مناطق متعددة أبرزها مركز أشمون الذي تكبّد وحده خسارة 603 أفدنة، إضافة إلى مراكز منوف والسادات.

وتقع أراضي "طرح النهر" على امتداد ضفاف النيل وفرعيه، وهي مناطق منخفضة مخصصة قانونًا كحرم للنهر، يحظر استغلالها الدائم نظرًا لطبيعتها الفيضيّة، ومع ذلك تستغلها أعداد كبيرة من المزارعين في زراعات موسمية لتخصيب التربة.

وكانت وزارة الموارد المائية والري قد أصدرت تحذيرات رسمية يوم 10 أبريل، نبهت فيها إلى زيادة متوقعة في مناسيب المياه، ودعت المزارعين إلى أخذ الحيطة، إلا أن تدفق المياه فاق التوقعات، متسببًا في غمر الطرق الزراعية مثل طريق جزيرة أبو نشابة، وتوقف حركة التنقل في عدد من القرى.

وأعرب الأهالي عن قلقهم من تكرار الظاهرة سنويًا، إذ شهدت المحافظة في عام 2020 غرق مئات الأفدنة بمركز أشمون، بينما سجل عام 2022 خسائر فادحة بلغت 775 فدانًا، في وقت يفتقر فيه المزارعون إلى آليات تعويض أو حماية كافية.

من جانبه، أعلن اللواء إبراهيم أبو ليمون، محافظ المنوفية، عن تشكيل لجان لحصر الأضرار ومراجعة آليات تعويض المتضررين، مشيرًا إلى أن الأزمة تعكس الحاجة إلى إعادة النظر في استغلال أراضي حرم النهر وتطوير سبل الحماية من مخاطر الفيضانات السنوية.

وتقع محافظة المنوفية في قلب دلتا النيل، وتُعد من أكثر المحافظات المصرية اعتمادًا على الري من فرع رشيد، كما تُعد أراضيها الزراعية من الأخصب في مصر. ومع استمرار تغير المناخ واختلال دورات الفيضان الطبيعي، يبدو أن دلتا النيل أصبحت في مواجهة مفتوحة مع التغيرات المناخية، ما يستدعي خططًا أكثر شمولاً لحماية الأمن الغذائي وممتلكات الفلاحين.