أحمد زكريا يكتب: وقف إطلاق النار في ظل الجهود المصرية المبذولة

يناير 17, 2025 - 09:01
أحمد زكريا يكتب: وقف إطلاق النار في ظل الجهود المصرية المبذولة

لم يكن السابع من أكتوبر قبل الماضي حدثاً عادياً، كما أراد مفجره ، بل كان حدثاً له ما بعده ، مثل الزلزال الذي له توابع ، و كان اسم العملية (طوفان الأقصى) و اعتبر الكثيرون أن هذا الرجل يهرف بما لا يعرف و يخرف تخريفا لا يصدقه عقل ناضج 

فمن كان يظن أن حفنة من المقاتلين مجهزين بأسلحة بدائية ، استطاعوا أن يخططوا ضربة استراتيجية عسكرية موجعة لإسرائيل تحدث زلزالا في كل شيء ، في الداخل الإسرائيلي و في دول الجوار و يعيد ترتيب الأوضاع على الأرض و الأوراق السياسية على أولوية الأهداف الشعبية الفلسطينية، كان دائما السنوار القائد العسكري لحركة حماس يردد أنه سيحدث أمر يغير ترتيب الأوضاع الأمنية و السياسية و يعري المواقف السياسية لدول العالم نتيجة لهذا الحدث الزلزالي الذي سيجعل هذه الدول تظهر ولاءها الحقيقي أو ولاءها الزائف للقضية الفلسطينية ، و صدق حقا ، فما أن بدأت الأحداث باقتحام الغزاويين لأسوار غلاف غزة حتى اصطفت الدول الأوروبية و على رأسهم أمريكا في صف إسرائيل و كأن الأحداث بدأت في فلسطين المحتلة في السابع من أكتوبر و تم مسح تاريخ احتلال فلسطين منذ عام ١٩٤٨؛و تاريخ المجازر الإسرائيلية في حق السكان الفلسطينيين العزل الابرياء ، و بالرجوع لأهداف الحركة المقاومة بالاستيلاء على معدات عسكرية و اختطاف أسرى من مختلف الفئات العمرية 

لتحقيق أهداف الحركة التي رمت إلى تحرير الأسرى الفلسطينيين المحتجزين بالآلاف بدون ذنب أو جريرة ، و مقتل ما يربو على الألف و خمسمائة إسرائيلي ، ما بين قتال الشوارع و ما بين نزعات انتقامية من المواطنين الغزاويين أنفسهم و الذين وجدوا أنفسهم مدفوعين بهذه الرغبة الانتقامية و دافع الثأر من المحتل الإسرائيلي ، و هذا لم يكن هدف الحركة العسكري منذ البداية ، كانت أهدافهم اختطاف عسكريين و قياديين و مستوطنين من أجل التفاوض على تحرير أسراهم ، علاوة على الرغبة في الاستيلاء على معلومات استخباراتية دقيقة من أجهزة و حواسيب ستستخدمها لاحقا في سبر أغوار الذهنية الاستخباراتية الإسرائيلية التي دأبت على طول الخط على زرع الفتن بين ألناء الأمة العربية والإسلامية و كذا زرع مخططات الاغتيالات و الاستهدافات ، و الهدف غير المنظور و الأساسي كان إعادة وضع القضية الفلسطينية على الطاولة من جديد و وضعها في رأس أولويات القضايا الدولية ، و تدمير صفقة القرن التي كانت من أهدافها وأد القضية الفلسطينية و محوها من الوجود و على الرغم من البداية الشرسة المحمومة في التأييد من الدول الأوروبية إلا أن هذا التأييد شهد تراجعا ملحوظا خلال فترة الحرب التي تجاوزت الخمسة عشر شهرا ، فمن بين مجموعة العشرين، تسع دول (الأرجنتين، البرازيل، الصين، الهند، إندونيسيا، روسيا، السعودية، جنوب إفريقيا، تركيا) اعترفت بفلسطين كدولة، بينما عشر دول (أستراليا، كندا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، المكسيك، كوريا الجنوبية، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة) لم تعترف بها كدولة. في حين اعترفت مؤخرا دول 

كسلوفينيا و إسبانيا و النرويج و أيرلندا ، كما قررت اوغندا رفع قضية الإبادة الجماعية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية ، و لقد شكل اتساع نطاق الاحتجاجات الشعبية على مستوى شعوب العالم زخما هائلا جعل الاحتجاجات لا تتوقف في ارقى جامعات أوروبا و أمريكا و المملكة المتحدة و فرنسا و شكل ضغطا رهيبا على الحكومات المؤيدة لإسرائيل ، كأمريكا و إنجلترا 

و ألمانيا و صرح احد المسؤولين لرئيس محكمة العدل الدولية وقتها ، بأن هذه المحاكم أنشأت لروسيا و للدول الإفريقية المارقة و ليست لدول مثل إسرائيل و أمريكا ، و صار هناك تهديدا حقيقيا ضد أعضاء المحكمة الدولية و ضد أسرهم يشمل تهديدا بحرمانهم من ودائعهم و نشر إشاعات لتشويه سمعتهم ، و لكن مضت قاطرة محكمة العدل الدولية غير آبهة بكل هذا بعد تقديم أوغندا أدلة دولية وثائقية على الإبادة الجماعية و أقرت بذلك المحكمة ، برئاسة كريم خام ،الذي تعرض لتهديد غير مسبوق ، من ذيول الصهيونية الفاشية ، و كانت إدارة بايدن داعمة للدولة الصهيونية بكل أشكال الدعم ، بدءاً من الذخائر والأسلحة الثقيلة و انتهاء بالإعلام الذي يتبنى الرواية الزائفة للضحية الإسرائيلية ، و فكرة مظلومية الهولوكوست و استدعاء فكرة شيطنة الآخر ، الذي هو صاحب الأرض ، مما جعل حكومة الولايات المتحدة و الكونجرس الأمريكي يتعرضان

لانتقادات شديدة من الشعب الأمريكي على اختلاف طوائفه ، و أدت الاحتجاجات إلى إضرابات شاملة شمبت الجامعات و الكليات الأمريكية و اعتصامات ميدانية من قبل طلبة الكليات و الناشطين ضد الصهيونية ، و ضد الإبادة الجماعية التي تحاول أن تقلب صورتها من السفاح للضحية ، هذا و قد وعد ترامب بعد فوزه في انتخابات الرئاسة الأمريكية ، بسعيه نحو إحلال السلام في الشرق الأوسط قبل حتى وصوله للحكم و تنصيبه في العشرين من يناير المقبل ، و كان له تصريح مهم ناري كعادته ، إذ قال : إذا لم يعد الأسرى الإسرائيليين لبيوتهم قبل تنصيبه ، فسيكون هناك جحيما في الشرق الأوسط ،سيطال الجميع ، و كانت الحكومة الإسرائيلية بقيادة نتنياهيو تظن أنه سيعطي تفويضا أكبر و صلاحيات أوسع للحكومة الإسرائيلية في بطشها و تمكينها من طرد أهل غزة 

و إنهاء القضية الفلسطينية بالدعم اللامحدود لإسرائيل ، و لكن حدث ما لم يكن في الحسبان ،و كما يقول الشاعر : 

ما كل ما يتمناه المرء يدركه 

  تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن 

إذ نشر ترامب على صفحته منذ أيام قليلة ثيراً للجدل يصف فيه الخبير الاقتصادي جيفري ساكس بنيامين نتنياهو بألفاظ نابية، لافتة إلى أن ذلك جاء بعد أسابيع فقط من قول رئيس الوزراء الإسرائيلي أن الاثنين أجريا مناقشة "ودية للغاية حول مفاوضات الرهائن والسياسة تجاه سوريا".

كما اتهم ساكس، نتنياهو، في المقطع الذي شاركه ترامب، "بالتلاعب بالسياسة الخارجية الأمريكية وخوض حروب لا نهاية لها في الشرق الأوسط"

فلسطين

و بعنوان : هكذا أجبر مبعوث ترامب نتنياهو على قبول اتفاق وقف الحرب

حيث أفادت جريدة نيوزيويك بالآتي: بتوجيهات من ترامب اضطلع ستيفن ويتكوف بدور مهم في دفع نتنياهو لقبول وقف الحرب (رويترز)

أشادت مجلة نيوزويك الأميركية وصحيفة هآرتس الإسرائيلية بالدور المحوري الذي اضطلع به ستيفن ويتكوف مبعوث الرئيس المنتخب دونالد ترامب الجديد إلى الشرق الأوسط، في إبرام اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

ومع أن ترامب لمّا يتسلم مهام منصبه، فإن المجلة الأميركية ذكرت في تقرير لمحررها السياسي بيتر أيتكن أنه عمل بهمة لإرساء الأساس لإدارته الجديدة قبل أن يؤدي اليمين الدستورية في 20 يناير/كانون الثاني الجاري.

و تثمينا للجهود المصرية المبذولة في السعي لوقف إطلاق النار في غزة ، قال النائب سامي سوس عضو مجلس النواب، إن نجاح الجهود المصرية الأمريكية القطرية في التوصل لاتفاق بين حماس وإسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة تتضمن تبادل الأسرى والمحتجزين وإعادة إعمار القطاع ووقف العمليات العسكرية بين الطرفين، يؤكد نجاح جهود الوساطة المكثفة التي قادتها مصر لدعم القضية الفلسطينية والدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته ورفض الممارسات الصهيونية الغاشمة.

وأوضح "سوس " ، أن وقف إطلاق النار من شأنه تعزيز جهود الأمن والاستقرار وضمان مسار السلام الشامل والعادل في المنطقة بعدما بات الصراع مهددا للأمن القومي العربي والمصري والإقليمي والدولي، ويقف حائلا أمام جهود التنمية المستدامة، مشددا على ضرورة حشد المجتمع الدولي لتعزيز جهود ضمان تنفيذ مسار الاتفاق بمراحله الثلاثة.