واشنطن على صفيح ساخن: ترامب وقبول الطائرة القطرية يشعلان معركة جديدة حول الهدايا الأجنبية

May 12, 2025 - 06:00
واشنطن على صفيح ساخن: ترامب وقبول الطائرة القطرية يشعلان معركة جديدة حول الهدايا الأجنبية

كتب: مصطفى صلاح

أثارت تقارير إعلامية عن نية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قبول طائرة "بوينغ 747-8" فاخرة كهدية من العائلة المالكة القطرية، موجة جدل واسعة في الأوساط السياسية الأمريكية، وسط تساؤلات دستورية وأخلاقية حول قانونية مثل هذه الخطوة.

النائب الديمقراطي جيمي رسكين، رئيس لجنة الرقابة بمجلس النواب، أكد عبر حسابه الرسمي أن الدستور الأمريكي يحظر قبول أي هدايا من حكومات أجنبية دون موافقة مسبقة من الكونغرس، معتبرًا أن المسألة "لا تحتمل التأويل".

في السياق ذاته، طالب النائب ريتشي توريس بفتح تحقيق رسمي، ووجّه خطابات إلى مكتب المحاسبة الحكومي، والمفتش العام في وزارة الدفاع، ومكتب أخلاقيات الوظيفة العامة، مشيرًا إلى أن "القصر الجوي" الذي تقدر قيمته بنحو 400 مليون دولار، قد يكون أغلى هدية تُمنح لرئيس أمريكي على الإطلاق، ما يثير "شبهة تضارب مصالح" غير مسبوقة.

الرئيس ترامب ردّ عبر منصة "تروث سوشيال"، مشيرًا إلى أن الطائرة ستكون "حلاً مؤقتًا وشفافًا" لاستبدال الطائرة الرئاسية القديمة، التي تجاوز عمرها 40 عامًا. وأضاف أن الهدية ستُستخدم بشكل مؤقت تحت إشراف وزارة الدفاع، قبل أن تُودع لاحقًا في مكتبته الرئاسية، مؤكدًا أن "الغضب الديمقراطي" ناتج عن "حقد سياسي" وليس عن حرص على القانون.

وكانت شبكة "ABC News" قد كشفت عن تفاصيل الصفقة التي ستجعل الطائرة القطرية بمثابة "إير فورس ون" جديدة حتى نهاية فترة ولاية ترامب المحتملة. فيما أكدت مصادر حكومية أن نقل ملكية الطائرة لاحقًا إلى مكتبة ترامب الرئاسية لا يُعد انتهاكًا لقوانين الرشوة، بحسب تحليل مشترك أجرته وزارة العدل ومستشار البيت الأبيض.

وفي ظل اقتراب الانتخابات الرئاسية المقبلة، يرى مراقبون أن الجدل الدائر حول "الهدية القطرية" ليس سوى فصلاً جديدًا من معركة محتدمة بين الجمهوريين والديمقراطيين حول مفاهيم الشفافية ونزاهة المسؤولين، في وقت لا تزال فيه إدارة ترامب متهمة بإخفاء أكثر من 100 هدية أجنبية خلال ولايته الأولى.