نور التلباني تكتب: لماذا يفقد فنانونا ثقتهم أمام الأجانب؟
هناك مشهد متكرر في العديد من المهرجانات العربية، خاصة في دول مثل السعودية، حيث يلتقي الفنانون المصريون بنجوم عالميين أو أجانب، لنجد أنفسنا أمام حالة من الانبهار المبالغ فيه. التصوير المتكرر، الابتسامات العريضة، والتعليقات التي تعكس شعورهم وكأنهم أمام أساطير غير قابلة للمس.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: لماذا يحدث هذا؟ أليس الفن المصري أحد أهم أعمدة الفن في العالم العربي، بل وواحدًا من الفنون المؤثرة عالميًا؟ أليس تاريخ السينما والموسيقى المصرية زاخمًا بأسماء تركت بصمات عالمية حقيقية؟
الغريب أن هذه الحالة لا تأتي من مجرد احترام أو تقدير، بل تأخذ شكلاً أشبه بعدم التصديق! وكأن الفنان المصري، برغم كل ما يمتلكه من شهرة وإبداع، لا يرى نفسه في مستوى يُمكنه من التفاعل بشكل طبيعي مع نجوم العالم.
الواقع أن العكس هو الذي كان يجب أن يحدث. إذا كان هناك من يستحق الانبهار، فهم أولئك الذين يلتقون بفنان مصري يحمل إرث أم كلثوم، عبد الوهاب، عمر الشريف، ويوسف شاهين. هؤلاء الذين صنعوا مجدًا فنيًا امتد لقرون لا مجرد عقود.
المشكلة الحقيقية تكمن في الثقة بالنفس، أو لنقل انعدامها. نحن لا نتحدث عن الغرور أو التعالي، بل عن إدراك حقيقي لقيمة الفن المصري ودوره في تشكيل الثقافة العربية والعالمية. فالفنان المصري يجب أن يحمل في داخله هذا الاعتزاز بمكانته وبثقافته التي ينتمي إليها.
من المحزن أن يتحول الفنان الذي يمثل واحدة من أعرق الحضارات الفنية إلى شخص يشعر وكأنه زائر في عالم النجومية. الرسالة هنا واضحة: قدِّر نفسك أولاً، ليقدّرك الآخرون.