من قصور الرئاسة إلى أبراج موسكو الشاهقة.. عائلة «الأسد» تبدأ فصلًا جديدًا

كتبت اسماء مصطفي الحديدي 

بعد اضطرابات واسعة وانهيار نظامه إثر سقوط العاصمة دمشق في أيدي الفصائل المسلحة، انتهى حكم بشار الأسد لسوريا، ليبدأ فصلًا جديدًا من حياته بعيدًا عن بلاده. مع تزايد الغضب الدولي والمحلي تجاهه بسبب الجرائم التي ارتكبها، منحت روسيا الأسد حق اللجوء السياسي، وسط تكتم شديد على تفاصيل تنقلاته وحياته الجديدة.

حياة جديدة تحت حماية الحليف الروسي

وفقًا لتقرير نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، يبدو أن خطة هروب الأسد كانت معدة مسبقًا، حيث تمكن من تهريب ثروته المقدرة بملياري دولار إلى روسيا. هذه الثروة تضمنت عقارات، حسابات بنكية، أسهمًا في شركات، ومحافظ ذهبية، لضمان حياة مرفهة له ولأسرته. وبعد عقود من الإقامة في القصور الرئاسية، انتقلت عائلة الأسد إلى شقق فاخرة في موسكو، يقدر عددها بأكثر من 20 شقة بقيمة تتجاوز 30 مليون دولار.

هذه الخطوة تعكس مدى اعتماده على علاقته الطويلة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي وفر له الدعم السياسي والعسكري طوال فترة حكمه، وضمن له الآن مأوى آمنًا.

تفاصيل الهروب

مع تصاعد الاشتباكات بين الفصائل المسلحة والجيش النظامي، غادرت زوجته أسماء الأسد، الحاملة للجنسية البريطانية، مع أبنائه الثلاثة إلى موسكو قبل أيام من مغادرته دمشق. وأظهرت أجهزة تعقب الرحلات الجوية طائرة روسية أقلعت من اللاذقية قبل ساعات من الإعلان عن وصول الأسد إلى روسيا. يُرجح أن الأسد غادر سوريا عبر قاعدة حميميم الجوية الروسية، بعد انهيار العاصمة دمشق دون مقاومة تُذكر.

كما اكتُشف لاحقًا أنفاق سرية تربط بين القصور الرئاسية في دمشق، كانت معدة مسبقًا لتأمين هروب الأسد وأسرته عند الحاجة.

ثروة عائلة الأسد في روسيا

منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا عام 2011، حرص الأسد على تحويل أمواله إلى الخارج. بحسب تسريبات نشرها موقع ويكيليكس، أنفقت أسماء الأسد مبالغ ضخمة على الكماليات، بما في ذلك 350 ألف دولار على الأثاث و7000 دولار على أحذية مرصعة بالكريستال.

اشترت الأسرة شققًا فاخرة في مجمع “مدينة العواصم” بموسكو، وهو مجمع يضم نخبة رجال الأعمال والمسؤولين الروس. يُعتقد أن هذه المنطقة ستصبح المقر الدائم لعائلة الأسد، خاصة مع تسجيل ابنه الأكبر للحصول على درجة الدكتوراه في الفيزياء والرياضيات من جامعة موسكو الحكومية.

حياة في الظل

رغم كل التكتم، لا تزال التساؤلات تلاحق الأسد حول دوره في المرحلة المقبلة، ومستقبل أسرته في روسيا. وبينما يحاول طي صفحة حكمه في سوريا، يظل إرثه السياسي والعسكري حاضراً في ذاكرة السوريين والعالم.