من الركود إلى الريادة.. أنور التير يقود نهضة المسرح الليبي من طرابلس

Oct 30, 2025 - 11:34
من الركود إلى الريادة.. أنور التير يقود نهضة المسرح الليبي من طرابلس

تعيش العاصمة طرابلس هذا الأسبوع على إيقاع الفن والإبداع، مع انطلاق فعاليات الدورة الثالثة عشرة للمهرجان الوطني للفنون المسرحية لعام 2025، وسط حضور لافت من الفنانين والنقاد ورواد الحراك الثقافي والجمهور المتعطش لفنون الركح، إلى جانب تغطية إعلامية موسعة من مختلف وسائل الإعلام المحلية ومنصات التواصل الاجتماعي.

ويقود المهرجان الفنان أنور التير، رئيس المهرجان الوطني للفنون المسرحية، الذي كان قد ترأس الاجتماع التحضيري للجنة العليا في السادس والعشرين من أغسطس 2025، واضعًا تصوّرًا تنظيمياً ومضمونياً عزّز من زخم هذه الدورة وثرائها الفني.

وأكد التير في كلمته أن دورة هذا العام تحمل شعار «المسرح بالناس وللناس»، وهو شعار يعكس فلسفة المهرجان في جعل المسرح فنًا حيًا نابضًا بروح المجتمع، ينطلق من الناس ويعود إليهم. مشيرًا إلى أن هذا التوجه يأتي ضمن رؤية شاملة تهدف إلى استعادة الدور الحضاري للمسرح الليبي بعد سنوات من الركود والتراجع.

وأوضح أن المهرجان يضم عروضًا من مختلف المدن الليبية، تجسد روح الوحدة الثقافية والوطنية، إلى جانب تنظيم معارض للصور والكتب، وورش فنية، وندوات فكرية، ولقاءات نقدية، بما يجعل من المهرجان منصة متكاملة للتنوير والتفاعل الثقافي.

كما أشار التير إلى أن الجوائز المالية القيمة التي ستُمنح في ختام المهرجان تمثل دعمًا وتشجيعًا للمبدعين، إلا أن القيمة الحقيقية تكمن في ما يتركه الحدث من أثر ثقافي عميق في المجتمع. وكشف أن توصيات المهرجان تتضمن توثيقًا شاملاً للعروض والفرق المشاركة والمخرجين والكتّاب حفاظًا على الذاكرة المسرحية الليبية، إلى جانب قياس نسب الحضور والتفاعل الجماهيري لتعزيز تقييم الأثر الثقافي والاجتماعي للمهرجان.

وشدد على أن إدارة المهرجان تعتمد منهجيات تقييم دقيقة تراعي المعايير الفنية واهتمامات الجمهور، لضمان التطوير المستمر وصقل المواهب الشابة بما يخدم مستقبل المسرح الليبي ويعيد إليه دوره الريادي عربياً.

وفي سياق متصل، تميزت الدورة الحالية بحضور إعلامي مكثف أشرفت عليه اللجنة الإعلامية برئاسة الإعلامي سمير جرناز، والتي ضمت نخبة من الكفاءات الإعلامية من مختلف المدن الليبية، حيث تجسدت جهودها في إصدار كتيب المهرجان وكتيب "مسيرة الكتاب المسرحي" بقلم الناقد البوصيري عبد الله، إلى جانب إطلاق صفحة رسمية للمهرجان على فيسبوك، وجريدة "الركح"، وتغطيات إذاعية يومية، وندوة تلفزيونية عبر قناة ليبيا الوطنية.

كما واكبت اللجنة الفعاليات عبر البودكاست والفيديوهات والبروموهات اليومية، لتشكل جميعها ذاكرة بصرية وإعلامية توثق لحظات المهرجان وتفاصيله.

وقال رئيس اللجنة الإعلامية سمير جرناز تعليقًا على مرور خمسة أيام من عمر المهرجان: "ها هو المهرجان الوطني للفنون المسرحية يتهيأ لإسدال ستارته على دورته الثالثة عشرة بعد سبعة أيام زاخرة بالعروض المسرحية والورش التدريبية والندوات والمعارض، التي احتضنها مسرح الكشاف بطرابلس، وسط تفاعل جماهيري كبير وأجواء فنية مفعمة بالحيوية والإبداع."

بهذا المشهد، يؤكد المهرجان الوطني للفنون المسرحية أن المسرح الليبي يعود اليوم من الركود إلى الريادة، ومن الصمت إلى الفعل، حاملاً رسالة الفن والوعي في زمن يبحث فيه الجميع عن صوت الثقافة الحقيقي.